مصيره ما زال مجهولاً …. مــرور سنةٍ على اختطاف “عبد الرحمن آبـو”
عبد الرحمـن آبـو، المناضل العتيد، وصـوت عفرين الكُــردستانية، المحتلة، المُغيّب عن المشهد الكُـردستاني، عموماً، والعفريني، خصوصاً، قسراً.. في ظلّ آهات أبناء شعبه تحت وطأة الاحتلال، وحنين أسرته ورفاقه إليه.
خُطف “آبــو” وهــو عضـو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكُـردستاني-سوريا في الثاني عشر مــن تموز/يوليو 2017 بعــد مداهمة مسلحي حــزب الاتحاد الديمقراطي لمنزله الكائن فـي حـي الأشرفية بمدينة عفرين، واقتادوه إلى جهــةٍ مجهولةٍ، مــع مصادرة هاتفه الجوّال، وحاسوبه الشخصي.
وفـي 21 تموز تدهورت حالة “آبـو” الصحية، ومُنـِع ذووه مـن لقائه في المعتقل، بعد تلقيّهم لأخبارٍ عــن وجوده في السجن الأسود السيئ الصيت، وبعد مناشدة من عائلته إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية، سُمح لهم بلقائه مــرةً واحدةً كلّ 15 يوماً.
ومــع بدء العدوان التركي على عفرين بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير 2018 طالبت الحركة السياسية الكُـردية، والناشطون الكُـرد بالإفراج عنه، دون آذانٍ صاغيةٍ مــن الاتحاد الديمقراطي، لتنقطع أخباره مــع احتلال الجيش التركي لمدينة عفرين بتاريخ 18 أذار/مارس 2018 وانسحاب إدارة حـزب الاتحاد الديمقراطي، ووحـدات حماية الشعب، والأساييش مــن المدينة إلى منطقة الشهباء، وبرفقتهم “آبــو”، دون أيّ توضيحٍ مــن قبلهم بخصوص مصيره.
وبخصوص استمرار احتجازه، قسرياً ، وعدم الكشف عــن مصيره، قال الناشط إسماعيل شريف في تصريح لــ <يكيتي ميديا> الاتحاد الديمقراطي لا يحترم العقد الاجتماعي الذي طرحه، لذلك يستمر في احتجاز “آبـو”، وكان مـن المفروض أن يعمل الاتحاد الديمقراطي على تطبيق القوانين الصادرة منه، وللأسف هــذا انتهاك بحقّ الاتحاد الديمقراطي نفسه قبل أن يكون بحقّ “آبـو” وباقي المعتقلين السياسيين.
وأضـاف: الواجب الأخلاقي كان يُحتّم على الاتحاد الديمقراطي كشف مصير “آبـو” بعــد احتلال الجيش التركي لمدينة عفرين.
يُشار إلى أن شهــود عيان شاهدوا “آبـو” برفقة مسلّحي الاتحاد الديمقراطي خلال انسحابهم إلى مناطق الشهباء، مــع تداول أنباءٍ عـن تسليم الاتحاد الديمقراطي لعــدد مـن المعتقلين للنظام السوري.
بدوره قال الكاتب والإعلامي وليد حاج عبد القادر لموقعنا بمناسبة مــرور سنةٍ كاملةٍ على اختطاف “آبـو”: من أبشع حالات الانتكاس ونزعة الاستلاب الذاتوي استبداداً وقرفاً حينما يتقمّص المستبدّ لبوس مستبدّه ذات يومٍ، لا بل ويضاهيه عنفاً سيّما في التعامل مع المختلف له، هذه الحالة التي نتلمّسها في صميم ممارسات سلطة الأمر الواقع واستهدافها المتواصل لنشطاء وكوادر المجلس الوطني الكُـردي، والتي أضحت كظاهرةٍ تنكشف على محاولاتٍ عنيفةٍ للقضاء على التوجّه القومي ومحاولة إفراغه جبراً من كلّ شحناته النضالية من جهةٍ وخلق حالة رعبٍ حقيقيٍ بين صفوف مناضليه.
وأضاف: وقـد برعت سلطة الاستبداد فعلاً باستيراد طرائقها الخاصة إنْ في آلية الاعتقال والتعامل وبالتالي إخفاء مكان الاعتقال لا بل حتى مصيره كما هي حالة مناضلين كثر وعلى رأسهم المناضل عبد الرحمن آبو والذي كان يُفترَض بسلطة الأمر الواقع في عفرين قبل احتلالها أن تُطلِق سراحه ليُساهم كغيره قدر استطاعته في الدفاع عن مدينته، ولكنها عقلية الإقصاء الممنهَجة من جديدٍ ونمطية نفي النفي بمفهومها الاستئصال، والآن وهـا قـد مضى عامٌ على اعتقال السيد “آبـو” نتساءل جميعاً والقلق ينتابنا على مصيره الذي يصرّ قادة إدارة الأمر الواقع على إخفاء حقيقة المعلومات عنه ومصيره وهل نُقِل الى مناطق أخرى أو سُلِم للنظام أو أيّ أمرٍ آخر ، كلّ هذا القلق يترافق مع ما يُسرّبُ من قوائم بأسماء المعتقلين في سجون النظام وطلبها – من النظام – من دوائر النفوس برقن قيد معتقلين بلغ عددهم في محافظة الحسكة لوحدها حوالي 600 معتقل قضوا في السجون ..
واختتم عبد القادر تصريحه بقوله: إنّ المناضل عبدالرحمن آبـو هو معتقل سياسي بامتيازٍ وتنطبق عليه كامل قوانين ولوائح حقوق الإنسان وسجّانوه مسؤولون أمام الشرعية الإنسانية والقانون الدولي عن أيّة إساءةٍ تكون قد لحقت به، وإنّ الكشف عن مصير المعتقلين في زنزانات سلطة الأمر الواقع والضغط والتركيز ممنهج وأعلى لبيان مصيرهم بات من اهمّ الأمور الواجبة العمل عليها ويفترض بالمجلس الوطني أن يتمسّك بهذا الأمر وكلنا غير جدلي بقدر ماهو شرط ناجز وفوري التتفيذ قبل مناقشة ايّ بندٍ وفي أية زاويةٍ اخرى .. الحرية للمعتقلين في سجون الاستبداد ..
جديرٍ بالذكر إن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يزال يحتجز قسرياً كلٍ مــن المحامي إدريس علو منذ 8/11/2013 ومحمد سيدو منذ 5—11-2013 وهما عضوان في منظّمة الحزب الديمقراطي الكُـردستاني- سوريا، مــع بقاء مصيرهما مجهولاً.