
مـنْ أكثر يدعم الإستقلال.. كورد غرب كوردستان أم جنوبها؟
محمود لياني
لم أرد الدخول في هذا الموضوع قط لسذاجة الازدواجية الواضحة لدى مثيري هذه النقطة، فهم يتبجلون بكوردستانيتهم ليل نهار عدم معترفين بالتقسيم المصطنع لمغتصبي كوردستان وفي ذات الوقت أصواتهم النشاز ترتفع هنا وهناك مستهزئين مِن بعض فعليات التي يقوم بها كورد روج آفا – مشكورين على نضالهم – تضامناً مع هذه المرحلة المصيرية لانتقال قضية شعب إلى النضال العملي ينعكس إيجاباً على الأجزاء الأخرى طبعاً دائماً تكون تحت ذرائع واهية بعيدة عن الموضوعية وجميعهم يستخدمون نفس الديباجة الملّقحة لهم :
” لو قام شعب غرب كوردستان بالعمل لأجل جزئه لحقق شيء لنفسه ” !!
إذاً أين تكمن روح القومية التي ينادون بها، وبوحدة الأراضي الكوردستانية، ونعتهم لاتفاقية سايكس بيكو المشؤومة التي شتت دولتنا بين أربع دول ؟
هكذا عقول أخطر بكثير من تلك الاتفاقية بكثير لأن الاتفاقية مضى عليها الكثير وبتضحيات دماء الشهداء انتهت عملياً أما في عقولهم فهي معشعشة لأبد الدهر.
ياللهي ، وماذا فعلنا لأجل استقلال جنوب كوردستان لكي نتمنن عليهم سوى بعض التجمعات في أماكن عدة وبأعداد قليلة مقارنة بعدد تواجد كوردنا في تلك المناطق وبعض منشورات فيسبوكية هنا وهناك ( طبعاً لو تحدثنا بعيداً عن عواطفنا ) ، حتى فرضنا جدلً الإستقلال يأتي نتيجة المهرجانات الداعمة لها وذلك الجهد ( العظيم ) الذي لو سُخّرَ لقضية غرب كوردستان لأتت بنتائج لقضيتنا – حسب ادعائهم – أين نحن من الكرنفالات الجماهيرية التي قام بها شعب جنوب كوردستان مؤخراً في هولير وزاخو وآكري وبردا رش دعماً للاستفتاء على الاستقلال؟.
لذا ليس من الإنصاف تقزيم نضال الشعب الكوردي في جنوب كوردستان والجميع يعلم أن الفدرالية وقبلها الحكم الذاتي والاستقلال المقبل لم تأتي إلا بعد أن شبعت أرض جنوب كوردستان من الدماء وشهداء في كل بيت ناهيكم عن تدمير ما يعادل 4 آلاف قرية والتهجير المستمر والكيماوي والأنفال …..ألخ.
كل هذا لم يعدلهم عن نضالهم ليصلوا إلى هذه المرحلة المتقدمة من القضية الكوردية هناك، فكيف يأتي شخص جالس خلف شاشته يوزع صكوك القومية عن هذا وذاك وتاريخه يشهد بأنه لم يكن يتجرأ باجهار كورديته سابقاً.
أعود وأكرر الحديث عن هذا الموضوع تقع في خدمة كل من يقف ضد قضية الشعب الكوردي عامةً ومن يحاولون ترسيخ الفكر الذي زرعهُ متحلي أراضينا ولكن وجب التذكير ووجب التغريد بعيداً عن تكبير الرؤوس الفارغة بالأقمشة كما يقول المثل الكوردي.