منطقتنا بحاجة الى مصالحات و اتفاقيات و حالة تطبيع كبرى ..
د. محمد جمعان
عانت منطقتنا – منطقة الشرق الاوسط حروبا و خلافات لا حدود ، فقد استطاعت الانظمة العسكرية و الدكتاتورية في المنطقة من اشغال الشعوب بحروب لا طائل لها و لعقود و طويلة.
الخلاف الفلسطيني – الاسرائيلي سميت لعقود طويلة : بمشكلة الشرق الاوسط – زورا لانه و كأن هذه المشكلة هي المشكلة الوحيدة في الشرق الاوسط. و بالتالي فإن و في حال حلها فان قضايا المنطقة و مشاكلها منتهية. فقد استغلت هذه القضية من قبل دكتاتوريات و انظمة متعاقبة بل وزادت في تعقيدات تلك القضية. و بقي الشعب الفلسطيني دون رؤى مستقبلية حيث استغلت من كثير من الاطراف و من ضمنها القيادات الفلسطينية نفسها دون حل ، و تبيان حصار اسرائيل كهدف بعينه دون ان تعلم ان اسرائيل هي في تقدم و تطور يضاهي الدول الكبرى في العالم.
تثبت الاتفاقيات – المصالحات أو حركة التطبيع بين دولة اسرائيل و دول عربية كثيرة ذو شأن في الفترة الأخيرة ان القيادة الاسرائيلية عملت و دون كلل و بالسر تارة و العلانية تارة أخرى على التواصل مع اتجاهات عديدة دولية و محلية لكسر هذا الطوق الذي كان قد وضعه حول اسرائيل بعض القوى العربية و الغير عربية القومجية وبشعارات دينية أحيانا في المنطقة هذه الدول التي استغلت و لأجيال عدة هذه القضية لصالح انظمتها و ايدولوجيتها و لقوميتها و بالتالي اسكات صوت الحرية و العدالة و الديموقراطية في بلدانها و في المنطقة. فما هذه الاتفاقيات الجديدة بين اسرائيل من جهة و الامارات و البحرين و دول أخرى قادمة على السكة و بعد التطبيع مع قوى كبيرة و فاعلة في المنطقة مثل مصر و الاردن إلا دليل على مايلي:
– نجاح الاطراف المؤمنة بالسلام و الحرية و الديموقراطية والتي تعمل على بناء و تطوير شعوبها.
– الفشل الذريع للشعارات الخلبية و منطق الانظمة الشمولية و القومجية في المنطقة مثل شعار : وحدة حرية ، اشتراكية ، و بأن الاسلام هو الحل أو منطق الاستعلاء القومي ..فلم يتحقق منها أي شيء لا بل أدت بالمنطقة الى كوارث لا حدود لها ظاهرة أمام الأعين و التي تعاني منها شعوب المنطقة بأسوا أشكالها و في كافة المجالات؛ حروب ، دمار ، سجون ، هجرة العقول و النفوس و ضياع أجيال و الخ.
– حاجة المنطقة الى عقول متفتحة و تؤمن بالحلول الواقعية و تعمل على تأمين الحرية و العدالة و الديموقراطية لشعوبها و المنطقة.
– حاجة المنطقة الضرورية لاتفاقيات ثنائية و جماعية لايجاد حلول مستدامة للمنطقة لاستدباب الأمن و الاستقرار و السلام في المنطقة.
– المطلوب من الانظمة الحالية و التي تعمل على تأمين السلام و كذلك المعارضات التي تنظر لنفسها كبدائل ديموقراطية للأنظمة الفاشلة عليها أن تعمل بواقعية و بعيدة عن روح الاستعلاء و العنجهية و الشوفينية لإيجاد الامن و الاستقرار في المنطقة لا بد للعمل لايجاد حلول عادلة لجميع مشاكل المنطقة و من ضمنها ايجاد حل عادل لقضية الشعب الكردي المستباح ارضه و تاريخه و حقه من قبل جميع أنظمة المنطقة و التي لم و لن تشغلها مشاكل و هموم شعبها أو الشعوب الأخرى و التي كانت مبدعة في خلق المشاكل و الحروب بحجج مختلفة.
– و هكذا فإن منطقة الشرق الاوسط المقبلة الى حالة حلول ايجابية لخلافات ليس لشعوبها أي دور فيها بحاجة ملحة الى تطبيعات عامة و شاملة للخروج من هذه الكوارث و سلوك طريق البناء و تحمل المسؤوليات اتجاه شعوبنا و العالم.