آراء

نسف عملية السلام والرجوع إلى المربع الأول!

محمد رمضان

قام (مسعود البرزاني) رئيس إقليم كردستان العراق بدوره الوسيط بين حزب العمال الكردستاني وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بوقف حدة العمليات العسكرية وإحلال عملية السلام في البلاد، ورافق عملية السلام خطوات جادة نحو حل القضية الكردية في تركيا مع وصول حزب الشعوب الديمقراطية الذي يقوده صلاح الدين دمرتاش وهو ما يعرف بأنه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني إلى قبة برلمان ككتلة سياسية تمثل الكرد للمرة الأولى. إلا أن الأزمة السورية ألقت بظلالها على المشهد التركي العام وزادت أكثر مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على الحدود الجنوبية مع جاراتها سوريا، وهنا بدأت حملة من الاتهامات المتبادلة بين حزب العمال الكردستاني”PKK” والحكومة التركية بأن تركيا تسهل دخول مقاتلي تنظيم الدولة إلى أراضي السورية لمحاربة وحدات حماية الشعب “YPG التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي “PYD”، بينما جاءت اتهامات تركية لـ “PYD” بعد انسحاب تنظيم الدولة من مدينة (تل أبيض) الحدودية وقبلها مدينة (كوباني /عين العرب) في شمال سوريا على وقع ضربات التحالف الدولي بقيادة ولايات المتحدة، بأن الوحدات الحماية”تقوم بعمليات تهجير ممنهج بحق المكونين العربي والتركماني في ريف الرقة الشمالي .
الانفجار الذي حصل في بلدة (سروج/ برسوس) بمركز أمارا الثقافي بولاية (شانلي أورفا) وراح ضحيته اثنا وأربعون قتيلاً وخمسون جريحاً، ولهم من الشباب من اتحاد الجمعيات الشبابية الاشتراكية، وقد جاؤوا من مدن اسطنبول وديار بكر وغيرهما كانوا في طريقهم إلى مدينة كوباني، فتح أبواب الاتهامات على مصراعيها بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وكان من تداعياته احتجاجات ترافقت مع أعمال شغب وتبني “PKK” مقتل أكثر من رجل أمن تركي في ديار بكر وأورفا. أعلن حزب العمال الكردستاني انتهاء عملية السلام مع الحكومة التركية عقب الغارات التي شنها السلاح الجوي التركي على مواقعه في جبال قنديل شمال العراق وحدوث اشتباكات بين الجيش تركي ومقاتلي حزب العمال في مدن شرناخ وديار بكر وغيرها من مدن أخرى في جنوب شرق تركيا وقتل خلالها عدة مقاتلين من الجيش التركي وبعدها طالت عمليات اعتقال أتباع حزب العمال ومؤيدين تنظيم الدولة عقب مظاهرات التي عمت مدن عدة مطالبة بوقف عمليات العسكرية وكما صرح صلاح الدين ديمرتاش في وقت سابق بأنه لا يدخل في حكومة ائتلافية مع حزب العدالة والتنمية عقب تجاوزه عتبة 10% في الانتخابات الأخيرة مما جعل حزب الشعوب الديمقراطية في موقف حرج حيال الأحداث التي تمر فيها تركيا من إصدار أي تصريح بهذا الخصوص يمكنها حسم موقفها من تطورات .وكفة الميزان ترجح لصالح حزب العدالة والتنمية نحو أجراء انتخابات مبكرة وهذا ما يريده حزب العدالة والتنمية لكي تفرد بالحكم في البلاد وفي هذه الحالة حزب الشعوب الديمقراطية خارج الحسابات السياسية أن لم يدرك الموقف . في المحصلة نجد أن ما يجري في تركيا الأن مرتبطة بالأطراف من المعارضة التركية التي ترفض أي حل سلمي اتجاه القضية الكردية وكذلك تيار الطائفي داخل حزب العمال الكردستاني لا يريد السلام وهنا نتذكر المبادرة التي قام به جلال الطلباني رئيس العراق السابق في التسعينات من القرن الماضي بين حزب العمال والحكومة التركية برئاسة ترغوت أوزال ان ذاك بحل القضية الكردية سلمياَ تم إفشال المبادرة باغتيال توغوت أوزال .إن نسف عملية السلام والرجوع إلى المربع الأول مما يدفع تركيا بالرجوع إلى فترة الثمانيات من القرن الماضي إن لن يتدخل أصحاب الضمائر الحية بنزع فتيل الفتنة والرجوع إلى طاولة المفاوضات . ياترى من الخاسر في هذه التطورات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى