نشطاء يطلقون حملة تأكيد الهوية الكردستانية لكري سبي (تل أبيض)
يكيتي ميديا
اعداد برزان شيخموس
مع مواصلة القوات المشتركة المدافعة عن كوباني تقدمها إلى مشارف مدينة كري سبي بريف محافظة الرقة شمال شرق سوريا والتي عرّبها النظام السوري إلى تل أبيض بغية إلغاء انتمائها الكردي، أطلق نشطاء كرد من أبناء المدينة حملة واسعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي ‘‘الفيسبوك ‘‘هاشتاغ #كري_سبي_كردستانية للتأكيد على هوية المدينة.
فقد قال أحد النشطاء القائمين على الحملة لـ يكيتي ميديا إنهم قاموا بحملتهم الإلكترونية هذه قبل عدة أيام بالتزامن مع اقتراب القوات الكردية المشتركة من مدينة كري سبي لتحريرها بعد سيطرة القوات المدافعة على مساحات واسعة من مدينة كوباني والتي أرهقت داعش وأذاقته مرارة الهزيمة.
الناشط القائم على الحملة أشار إلى حملة التعريب التي تعرضت لها المدينة على يد نظام البعث الحاكم في سوريا، إضافة إلى ممارسات بعض الأطراف من المعارضة السورية المسلحّة المدعومة بمواقف أطراف من المعارضة السياسية، وأوضح أنهم يسعون من خلال تلك الحملة إلى تقديم الأدلة والوثائق التي تؤكد كردستانية المدنية من جهة، إلى جانب توثيق الانتهاكات التي طالت المدنيين العزل من قتل ونهب وتشريد والتي كانت في جوهرها حملة تهجير جماعي للمكون الكردي قامت به فصائل مختلفة من الجيش السوري الحرّ وكذلك حركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيمي جبهة النصرة والدولة الإسلاميتين، بالإضافة إلى توثيق أسماء أبناء الشعائر العربية في تلك المناطق والتي بايعت تنظيم الدولة وشاركت في قتل المدنيين الكُرد ومصادرة ممتلكاتهم في تلك المناطق” .
إلى ذلك ، بثت وكالة ARA News الإخبارية سلسلة تقارير وثائقية نشرت في وقت سابق ، أوضحت فيها “تعرض المكون الكردي في مدينة كري سبي لحملة تظهير عرقي في الحادي والعشرين من تموز / يوليو من عام 2013 على يد فصائل من الجيش السوري الحرّ وأخرى إسلامية” حسبما نقلت الشبكة عن شهود عيان أشاروا فيها إلى أن “أبناء المدينة من الكُرد يتهمون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وكذلك الحكومة التركية بإعطاء أوامر مباشرة لتلك الفصائل المسلّحة بالهجوم على كُرد المدينة بدافع الرد على إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) الإدارة الذاتية المدنية في شمال وشمال شرق سوريا” .
وأوضحت الشبكة إن مساحة مدينة كري سبي تبلغ (509.222) هكتار أي ما يعادل (5.092) كم مربع بحسب دراسة للمهندس الكردي إبراهيم مسلم.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة كري سبي يعيش فيها إلى جانب الكُرد، العرب والأرمن والتركمان، ويتجاوز عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة يشكل الكرد أكثر من نصف سكان المدينة تقريباً.
كما تتوزع القرى الكردية من مركز المدينة باتجاه الغرب حتى الحدود الإدارية لمحافظة حلب، ويبلغ عددها أكثر من 100 قرية إضافة لقرى أخرى تقع جنوب الطريق الدولي حلب – الحسكة، معظمها متواصلة جغرافياً باستثناء بعضها، حيث تم استحداثها من قبل النظام السوري بعد ثورة حزب الثامن من آذار عام 1963.
في تعليق على تلك الحملة ، قال الصحافي الكردي السوري رضوان بيزار في اتصال مع يكيتي ميديا وهو من أبناء مدينة كري سبّي “لم نكن يوماً انفصاليين، ولسنا من دعاة تقسيم سوريا، لكن ما عانيناه من تطهير عرقي على يد أبناء العشائر العربية الذين شكلوا كتائب باسم الجيش الحر وجبهة النصرة وأحرار الشام في 21 تموز من عام 2013 بأوامر من الائتلاف السوري المعارض، في ظل صمت مثقفي العرب، دفعنا أن نطالب بمدينتنا، كجزء من حقوقنا المسلوبة على مدار قرن باسم الوطنية تارة وتارة أخرى باسم الدين” .
وتابع بيزار “إن حملتنا هذه تأتي في سياق التأكيد على هوية مدينة كري سبي الكردستانية، وهي ليست حملة انفصالية كما يتهمنا مثقفون العرب من المنطقة، نحن فقط ندافع ونقاوم بشراسة سياسة التعريب التي مورست على تلك المناطق من قبل سلطات البعث العروبي الشوفيني ، حتى تبين للقاص والداني والذين صفقوا لتهجيرنا من بيوتنا وساهموا في تلك الجرائم إن هذه المدينة لها تاريخ كردستاني لا يمكننا أن نتراجع عنه” .
ورداً على سؤال لـ يكيتي ميديا حول السبب المباشر في إطلاق الحملة في هذا الوقت ، أكد بيزار “إن الحملة تأتي كنوع من الدعم المعنوي للقوات الكردية المشتركة التي حررت كوباني وقراها بعد أن باتت على مسافة قريبة من مدينة كري سبي” مشيراً إلى أنهم ” يسعون عبر تلك الحملة من تقديم وثائق تؤكد كردستانية المدينة مع قوائم أخرى تشمل مئات الأسماء من أبناء العشائر العربية الذين بايعوا تنظيم الدولة وقاموا بسلب ونهب ممتلكات الكرد في تلك المناطق ” موضحاً ” إن أبناء تلك العشائر ساهموا إلى حد كبير لدخول المخابرات التركية إلى المدينة كي تنوب عن مهام تنظيم الدولة فيها ” .
وشدد بيزار إن ” أغلب كُرد المدينة يرفضون بشكل قطعي دخول كتائب جديدة من الجيش السوري الحرّ الذي تفرضه الدولة التركية وصياً على المدن الكردية ككتائب السخانّي والعمير وصواعق الرحمن وأنس بن مالك وغيرها من الكتائب التي ارتكبت جرائم بحقنا ، منوّهاً ” إننا نرحب بلواء ثوار الرقة والذي قاتل تنظيم الدولة ضمن صفوف القوات الكردية المشتركة ” .