هجرة الشباب الكرُدي اسبابها وتداعيتها بحسب مثقفين ونشطاء من كوباني
اعداد وحوار محمد رمضان
لامع محمد مهندس زراعي وناشط مدني
لا يخفى على أحد ظاهرة الهجرة التي بدأت بعد فترة وجيزة من بداية الأزمة في سوريا ولا سيما في المناطق الكردية، وذلك لفقدان مجالات العمل بشكل عام ولقلة فرص التنقل بين المناطق السورية المختلفة نظراً لتنوع الفصائل المسيطرة على الأرض، تطورت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ مع الزمن حتى وصلت إلى ذروتها في هذه الأيام وخاصة بعد سيطرة قوة على مفاصل الحياة في المناطق الكردية وتفردها في هذا الحكم، وأيضاً نظراً لقلة الأمن والأمان في هذه المناطق والذي برز بشكل كبير بعد مجزرة كوباني فلم يعد الناس تثق بالقوة الموجودة وبذلك توجهت إلى ما وراء البحار مجازفة بحياتها وذلك على مستوى عائلات بأكملها باحثة عن الأمان وهاربة من الموت. تشكل هذه الظاهرة سابقة خطيرة في ضياع ليس فقط اناس كانوا يعيشون على أرضهم وإنما ضياع ذاكرة وتاريخ شعب، وبالتالي اندثار هذا الشعب نتيجة انصهاره في البلدان المهاجرة اليها، وما يزيد من هذه الخطورة هذه الظاهرة هو هجرة العقول والشباب الذين بهم تنمو وتزدهر الأمم.
لذلك لا بد من التوافق بين القوى الرئيسية في المناطق الكردية لتوفير مقومات الحياة من الأمن والأمان والحياة الكريمة حتى نوقف هذا النزف الذي يهدد الوجود الكردي على أرضه
الكاتب محمد نبو
الهجرة عموما هو فعل اضطراري يعد العامل الاقتصادي أهم أسبابه, يضاف لها في الحروب فقدان الأمان … و تستطيع المجتمعات الحديثة عموما امتصاص آثارها السلبية و استثمار الآثار الإيجابية ، لكن المعادلة السابقة لا تحقق توازنها في حالة مجتمعات الأقلية القومية كحال كرد سوريا فارتفاع وتيرة الهجرة يفتح الباب أمام تغييرات ديموغرافية غير عكسية. فعلى مدار ثلاث سنوات لم تتمكن سلطات الأمر الواقع في غربي كردستان ( سوريا ) تغطية انسحاب مؤسسات الدولة السورية من المناطق الكردية و مازالت حتى اللحظة الرواتب التي يدفعها النظام هي مصدر الدخل الأكثر انتظاما على شحتها. أكثر الإحصاءات محافظةً تشير لفقدان المجتمع الكردي في غربي كردستان لحوالي 35% من مقدراته البشرية. تنبئ الارقام بأن المهاجرين و الراغبين بالهجرة تجاوزوا بكثير الكتلة الحرجة 25% التي تمتلك القدرة على إحداث انقلابات اجتماعية كبرى ومع عجز الإدارة المدنية عن إيجاد حلول إسعافيه تتحول الهجرة لكارثة تهدد المجتمع الكردي ككتلة بشرية حافظت على أكثريتها العددية حتى مع نظام عدائي كنظام البعث السوري
الكاتب والناشط المدني هيثم حسو
أعتقد إن الخوض في تفاصيل دراسة الاسباب والبحث في هذا الشأن سينتج لدينا عوامل كثيرة رئيسية وثانوية أدت الى الهجرة , ولكن ما يترتب على خلفية هذه الهجرة هو الأسواء بالنسبة للمجتمع الكردي .
في هذا الجانب بات من المعلوم تاريخيا وحاضرا , إن الشباب هم عماد الأوطان فإن حضرت عقولهم فقد بُني الوطن وتقدم وتطور , وإن غابوا فقد يذهب الوطن بلا عودة .
مشكلة كردستان والمجتمع الكردي تتأصل في هذا المنحى , وأجدر مثال هو تجربة كردستان العراق , حيث نجد إن حكومة الاقليم ومنذ استقلاله ذاتيا يعتمد وبشكل رئيسي على العقول الاجنبية في البناء والتطور والانتاج . وهذا يعود ليس لفقر طبقة النخبة في المجتمع الكردي العراقي , إنما لتواجد هذه الطبقة في دول الغرب نتيجة الهجرة التاريخية وعدم عودتهم الى الوطن والمشاركة في بناءه رغم الاستقلال منذ العام 2003 م .
فالشاب الكردي بل الشباب الشرقي مجملا وعندما يصل الى ارض الغرب حيث ينعم بالعدل وحق العيش الكريم والامان والحرية , لا يتبادر الى ذهنه قط , العودة الى الوطن وان حصل الاستقلال , على العكس تماما يحاول ذات الشاب المهاجر الاندماج بالمجتمع الاوربي في محاولة للحفاظ على تلك الحقوق التي حصل عليها له ولاولاده من بعده .
تجربة كردستان العراق أكبر مثال حي على تداعيات هجرة الشباب الكردي سلبا وهذا ما يحدث وسيحدث في باقي ارجاء كردستان .
عبدالحميد ابراهيم ناشط سياسي وعضو في منظمة صوت المعتقلين
طبعاً تداعيات هجرة الشباب من كوردستان سوريا لها أسباب كثيرة اولاً هناك الكثيرون هاجروا في بداية الثورة من يخدم في الجيش السوري وحاول الفرار ومن ثم هاجر خوفا على نفسه وهناك من سافر لحصول على لقمة العيش وبسبب تردي الاوضاع الامنية وخاصة من انخرط في الحراك الشبابي وبعد استلام حزب الاتحاد الديمقراطي زمام الامور بعملية استلام وتسليم وضمن اتفاقية مع النظام قام بقمع المظاهرات وملاحقة النشطاء والمثقفين واعتقالهم لانخراطهم في الثورة في المناطق الكُردية ومن بعضها قرار التجنيد الاجباري والتي كانت الضربة القوية لإفراع المنطقة وهجرة الشباب من المناطق الكُردية وتنفيذ ما كتبه محمد طلب هلال وتنفيذ توصيات بنودها وطبعا سوف تكون لها تداعيات خطيرة هجرة الكُرد من مناطقهم بسبب سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي ونزوح المكون العربي من المحافظات الاخرى إلى مناطقنا الكُردية وهي لتغير ديموغرافية مناطقنا ويتلقون المعاملة الحسنة من حزب الاتحاد الديمقراطي عكس معاملة الكُرد
المحامي محمود كرعو
الهجرة : واقع مرفوض وراءهم ومستقبل مجهول أمامهم.. يأس الشباب الكُرد في سوريا بسبب الحرب والاغتيالات والتجنيد الإجباري وفرض الأوامر الغير مشروعة على المجتمع بقوة السلاح مما يقوم بها الشباب الى الهجرة و يدفعهم للموت غرقا في عرض البحار او يقتل في الطريق . تعتبر الهجرة غير الشرعية ( أو السرية او ما يسمى بالحرقة ) ظاهرة عالمية موجودة في كثير من دول العالم خاصة المتقدم ، لكن الهجرة إلى أوروبا أصبحت إحدى القضايا المزعجة، التي تحظى باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، فبالرغم من تعدد الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة، إلا أن الدوافع الاقتصادية تأتي في مقدمة هذه الأسباب. ويتضح ذلك من التباين الكبير في المستوى الاقتصادي بين البلدان المصدرة للمهاجرين، والتي تشهد – غالبًا – افتقارًا إلى عمليات التنمية، وقلة فرص العمل، وانخفاض الأجور ومستويات المعيشة، وما يقابله من ارتفاع مستوى المعيشة، والحاجة إلى الأيدي العاملة في الدول المستقبلة للمهاجرين. ويلخص ذلك مقولة رئيس وزراء إسبانيا الأسبق الشهيرة: “لو كنت مواطنًا من دول الجنوب، لغامرت أكثر من مرة حتى الوصول إلى أوروبا”. حجم الظاهرة في سوريا ومناطق الشرق الأوسط يصعب تحديد حجم الهجرة غير الشرعية نظرًا للطبيعة غير الرسمية لهذه الظاهرة، وغالبًا ما تتفاوت التقديرات التي تقدمها الجهات المختلفة لأعداد المهاجرين، وتقدر منظمة العمل الدولية حجم الهجرة السرية بما بين 10 – 15% من عدد المهاجرين في العالم والبالغ عددهم – حسب التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة – حوالي 180 مليون شخص، وحسب منظمة الهجرة الدولية؛ فإن حجم الهجرة غير القانونية في دول الاتحاد الأوروبي يصل إلى نحو 1.5 مليون فرد. هناك فوائد ومساوي للهجرة ، اما الفوائد بالنسبة للكورد السوريين وخاصة في هذه المرحلة انها صحيحة انني اؤيد ذلك لان الشاب ينقذ نفسه من الميلشيات المسلحة في الحرب التي فرض علينا التحالف الدولي ونكون أداة لتنفيذ مشروعهم الشرق الأوسط الجديد فإن استشهدنا جميع شبابنا او لم يستشهد احد فإن سوريا انقسم منذ 2011 وان الشباب يتعلمون لغة جديدة وثقافة ووعي وان العائلات تؤمن مستقبل اطفالهم في إرسالهم الى المدارس بدل من التشرد والتسول في تركيا وسوريا وان المشاكل والقتل والدمار وسوء اوضاعي المعيشية تؤثر على الشعب السوري انهم بحاجة الى الاستقرار وراحة البال وكثير منهم عندما يسافرون يخضعون للدورات الإرشاد والتأهيل النفسي . اما المساوي فإن المرأة تبقى لوحدها بعيدا من يحافظهم من المشاكل ومن تأمين حياتهم ومن الزواج ، وان اغلب العائلات الكُرد فإن وضعهم المادي تحت الصفر وعليهم الديون ليس بإمكانهم الهجرة او المقاومة والاستمرار في مواجهة الظروف المعيشة المدمرة في كل من سوريا والعراق ولبنان وتركيا ، وان الباقيين يصبحون ضحايا الحرب وضحايا المجموعات المسلحة ام ان يموتوا غدرا او يموتوا في الاشتباكات او في بيوتهم من الجوع .
عبدالله إمام، حقوقي وسياسي
من المفترض أن المجتمعات المتماسكة تجذب أفرادها إليها ويكون ذلك بمثابة قوة رادعة في وجه هجرة أفرادها منها. وبما أن المجتمع الكردي يعتبر متماسكاً بروابط قبلية وعائلية وحتى حزبية، فإن هجرة الشباب الكردي تنجم عن وجود صراع بين قوة المجتمع وقوة أخرى غريبة عنه تستهدف كيانه، وتعتبر الهجرة تعبيراً عن غلبة مرحلية للقوة الغريبة.
فسياسات النظام السابقة والمستمرة من خلال وكلائه وأشباهه والحروب المفروضة على الكُرد وما نجم عن ذلك من تداعيات معيشية وأمنية وسياسية… أدت إلى هجرة مئات الألوف من أبناء الشعب الكُردي إلى خارج بلدهم، ومن بين هؤلاء تأتي نسبة الشباب هي الغالبة بحكم التكوين الديموغرافي للمجتمع الكُردي كأي مجتمع شرقي وبحكم استهداف هذه الفئة أكثر من غيرها خوفاً من قوتها.
وقدت أدت هذه الهجرة إلى تغيير ديموغرافي في المناطق الكردية، كما أن هجرة العنصر الشبابي أدى إلى فقدان المجتمع الكردي لأهم طاقة يمكنه الاعتماد عليها في مواجهة الخطر المحدق بكينونته وطبيعته.