آراء

هل من تطورات مأمولة على المسار السوري؟

هيئة التحرير
بقلم: إسماعيل رشيد

يبدو أنّ الأزمة السورية مقبلة على تطورات مهمة من خلال التحركات النشطة وكسر الجمود لتعقيدات الأزمة التي لازمت مسارات السياسة السورية في الفترة الماضية ، حيث اتصالات دمشق- أنقرة – موسكو عادت للواجهة، وهناك حديث بأنّ دولاً اوربية عدة تجري إعادة تقييم لعلاقاتها مع سوريا ، من جهة أخرى إيران ،الدولة المؤثرة في الميدان السوري، استقبلت الرئيس بشار الأسد في طهران ، ثم زيارة علي باقر كني إلى دمشق بعد توليه منصب وزير الخارجية الإيراني ، هذه التحركات تمهّد لدور ٍعربي مقبل وأكثر بروزاً في الوضع السوري، حيث مشاركة رأس النظام السوري في قمة المنامة، وتسمية السعودية سفيرٍ لها في دمشق،، والحديث عن استعداد العراق لعقد لقاء تركي- سوري في بغداد وحكماً بمباركة إيرانية ، وهناك محاولات للتواصل مع النظام السوري خارج الأمم المتحدة، وهو مؤشر على تقليص دور المعارضة السورية ومخرجات العملية التفاوضية الأممية حول سوريا.

و واضح بأنّ هناك توجه بالاهتمام بمنظمات المجتمع المدني ( المنتشرة بفعالية من قبل السوريين ) يبدو هو مخرج للمجتمع الدولي للتقليل من تصادمات المواقف الرسمية وبغياب الدور المؤثر للكتل السياسية وفعاليتها، فللأسف أغلب منصات المعارضة هي بمثابة تمثيل أشخاص وبدون قاعدة جماهيرية وهذا ليس غريباً على أحد ، ويتمّ التأكيد على مشروع التعافي المبكر في ظل عدم وجود آلية قانونية تنظّم هذه المسألة في الدول التي تشهد نزاعات، وبالتالي مدخلاً لسيطرة النظام على المساعدات ، والأبعد من ذلك ربما ترشيح الأسد لولاية جديدة..كلّ هذا يجري في ظلّ انشغال أمريكا بملفات مهمة أولها حرب حماس – إسرائيل، ثم ملف أوكرانيا، والأهم الانتخابات الرئاسية فيها، فيبدو أنّ هذه الملفات تفرض عليها تجميد الوضع السوري وعدم الخوض في تفاصيل جديدة، لذا سحبت مشروع قانون مناهضة التطبيع مع سوريا، الأمر الذي شجع الدول العربية وحتى الأوروبية لزيادة وتيرة محاولاتها للتواصل مع دمشق ، رغم التأكيد الأمريكي على القرارات الأممية وخاصةً 2254 لحلّ الأزمة السورية .

في ظلّ هذه اللوحة وتغيير قواعد اللعبة، فإنّ تركيا تدرك تماماً بأنّ منافسيها في المنطقة وخاصةً إيران والسعودية باتوا في مواقع أكثر أهميةً وتأثيراً خاصة بعد الانفتاح العربي والأوروبي على دمشق، وليس بمعزل عن واشنطن ، ومن هنا فإنّ تركيا ترى بأنّ إعادة ترتيب علاقاتها مع أمريكا هي خطتها المقبلة في ظلّ سياسة التجاذبات والمقاربات التي تجري في الكواليس ، فالمطالب الروسية والسورية وربما يدعم بموقف عربي لاحقاً بخروج تركيا من الأراضي السورية كشرطٍ لأية حوارات بين سوريا وتركيا ، ستضعف من تأثير الأخيرة ، لذا فإنّ قادمات الأيام ستكشف الكثير عن ملامح هذه التحركات وتداعياتها على الميدان السوري الذي لازال الشعب السوري يدفع فاتورة هذه البازارات، حيث التهجير والدمار والفقر .

ويبقى السؤال: هل ستفضي هذه التحركات والتغيرات في مواقف الدول إلى حدوث اختراقٍ يمهّد لوضع حدٍّ لمأساة الشعب السوري؟.

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “321”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى