يكيتي ميديا تُسلط الضوء على مجزرة قامشلو والغموض الذي يكتنفه
يكيتي ميديا – Yekiti media
قامشلو 31/7/2016
بعد مرور ثلاثة ايام على التفجير الكبير الذي استهدف الحي الغربي بمدينة قامشلو صباح يوم الاربعاء 27/7/2016 والذي خلف قرابة الخمسين شهيدا واكثر من 175 جريحاً, عدا عن الدمار الكبير الذي ألحقه بممتلكات المواطنين, والاضرار التي لحقت بكامل الحي ضمن دائرة قطرها 500 متر, يظل الغموض يكتنف ملابسات الجريمة البشعة دون ظهور نتائج من قبل السلطة المتمثلة بأسايش حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والتي تبدو في موقف المرتبك والمتخبط استناداً لمعطيات كثيرة.
ملابسات التفجير
بحسب الكثير من شهود العيان الذين تحدثوا لـ”يكيتي ميديا” عن حيثيات مجزرة قامشلو فأن شاحنة مفخخة من نوع صينية ثلاث طوابق مخصصة لنقل المواشي دخلت إلى وسط المدينة بعد المرور من حواجز اسايش PYD وخضوعها للتفتيش، مستهدفةً حياً مكتظاً بالسكان، على خلاف القرار الصادر من إدارة الاسايش بمنع دخول الشاحنات إلى وسط المدينة واجبارها على الالتفاف عبر أوتوستراد الحزام. ليس قبل ارتكاب الجريمة وحسب بل قبل أن يسند النظام المهام الأمنية لسلطة الوكالة المتمثلة بحزب الاتحاد الديمقراطي. فكل الشاحنات حتى الاصغر من الشاحنة المذكورة كانت تجبر على سلك طريق الحزام.
قوات الاسايش كانت قد أصدرت في كانون الاول الماضي قراراً (كما في الصور المرفقة) يقضي بمنع دخول الشاحنات والصهاريج والقاطرات الى المدن، وأنه عليها ان تتوجه عبر طرق حزام المدن والتحرك من خلالها, داعيةً اياها الالتزام بهذه القوانين حفاظاً على الامن والامان في المقاطعة وللحفاظ على ارواح المواطنين وممتلكاتهم.
كما ان هناك قرار آخر تم ابلاغه لسائقي الشاحنات بعد تفجير بلدة تل تمر بتاريخ 10/12/2015 والقاضي بعدم السماح لتحرك الشاحنات ابتداءا من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساءً.
مخالفات مرورية:
شهود عيان أفادوا لـ”يكيتي ميديا” ان الشاحنة المفخخة ارتكبت مخالفات مرورية على مرأى شرطة المرور (ترافيك) التابعة لـPYD دون أن تحرك تلك القوى ساكناً, بالإضافة الى ان سائقي سرافيس حي الهلالية أبلغوا شرطة المرور بأن هذه الحافلة يقودها شاب قاصر ويجهل القيادة كون عجلات الشاحنة الاخيرة تجاوزت رصيف دوار الهلالية، الأمر الذي أثار انتباه جميع المتواجدين. لكن عناصر شرطة المرور أفسحت للشاحنة المجال بالدخول لوسط المدينة.
تفجير قامشلو يطرح عديد الاسئلة والاستفسارات منها ما سلف ومنها كيف تجاوزت هذه الشاحنة الكبيرة حاجز طريق عامودا الذي يبدو ظاهرياً إنه مزود بكاميرات واجهزة مراقبة واجهزة كشف المتفجرات, كونها معدة لنقل المواشي فكيف تدخل وسط المدينة ضاربة عرض الحائط المسلمات المرورية في المدينة وبيان الاسايش.
وفيما يتعلق بالغموض الذي ما زال يكتنف التفجير الذي ضرب مدينة قامشلو ذكر الكاتب والصحفي الكردي هوشنك أوسي لـ”يكيتي ميديا” أن هذه المجزرة الرهيبة التي اودت بحياة العشرات من المدنيين تضعنا امام احتمالين اثنين: إما أن هنالك اختراق امني كبير في قوات الاسايش، يفتح المجال واسعاً امام وجود خلايا نائمة تابعة للنظام او لتنظيم داعش. او ان هنالك اهمال واستهتار وتراخي ولامسؤولية كبيرة، استطاع تنظيم داعش الارهابي اكتشافها، وتوظيف هذه الثغرة القاتلة كي يرتكب التنظيم هذه المجزرة المروعة.
وأضاف اوسي أنه في كلتا الحالتين على سلطة PYD الاعتذار من الشعب وأسر الضحايا والاعتراف بهذا الخطأ او الخرق القاتل بكل جرأة وشفافية امام المواطنين، والحؤول دون تكرار ذلك، بشتى الوسائل.
وأشار أوسي إلى وجود احتمال كبير لضلوع النظام السوري في هذه المجزرة، بهدف تقديم إشارات إيجابية للجانب التركي بأن النظام ما زال ممسكاً بزمام الامور، وقادر، في أية لحظة، لقلب الطاولة على حزب الاتحاد الديمقراطي.
وألمح اوسي إلى احتمال استهداف المناطق الكردية في الايام القادمة، سواء على مستوى المؤسسات او الشخصيات، داخل سلطة حزب PYD ، أو حتى ضمن المعارضة (المجلس الوطني الكردي) مطالباً كل الاطراف الكردية بأخذ الحيطة والحذر، وضرورة الانفتاح والتعاون والتنسيق وطيّ صفحة الخلافات والتجاذبات والعصبيات الحزبوية
جدير بالذكر ان صورة لشاحنة كبيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي (في الصورة رقم/2/) على أنها الشاحنة التي انفجرت في مدينة قامشلو بتاريخ الـ 27/7/2016 وهي على احد حواجز اسايش PYD يظهر عليها توقيت عبورها (09,10,43) , الا ان الاسايش نشرت بياناً بخصوص الصورة تدعي انها لم تنتهي بعد من التحقيقات ولا يوجد إثبات لصحة ما انتشر عن هذه الصورة , مع العلم بأن مقطع الفيديو من كاميرة منزلية, الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماع, يوضح لحظة مرور الشاحنة من شارع منير حبيب, يؤكد صحة الصورة.
الصور رقم /1/
الصور رقم /2/
لحظة مرور الشاحنة من شارع منير حبيب