يوسف زيدان: للكُرد لغةٌ وتاريخٌ وحضارةٌ عريقة.. وهم أصحابُ الأرضِ الحقيقيّون
أكد الكاتب والمُفكر والفيلسوف المصري يوسف زيدان، يوم الخميس 26 تشرين الأول أكتوبر 2023، أن للكُرد لغةً وتاريخاً وحضارةً عريقة، مشدداً في الوقت نفسه على أنهم أصحابُ الأرضِ الحقيقيّون.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “الكُرد في عيونٍ معاصرة” الذي يقدمه الدكتور علاء الدين آل رشي، والذي يُعد إضافةً قيّمة للمشهد الإعلامي الكُردي، ويُعزِّزُ التفاعل، كما يعكس التطورات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها العالم حالياً.
وقال يوسف زيدان، إنه “خلال 3 آلاف السنة الأخيرة، كان ظُلم الآخرين بحق الكُرد في منطقة كُردستان عامة، هو العنوان الأبرز لهذه الجماعة العرقية العريقة جداً”.
وأشار إلى أن “اهتمامي بالكُرد بدأ عندما استعمل صدام حسين أسلحةً محظورة ضدهم”، مبيناً “أنني بعد ذلك قمت بتقصي الأخبار ووجدت أنها مسألة غيرُ معتادة، وهناك عملياتٌ تهجيرٍ بحق الكُرد من الشمال إلى الجنوب”.
وأكد أن “ذلك دعاني إلى النظر في أصول المأساة الكُردية بعقلية الباحث، وكنتُ مُتعجباً من الظُلم المُمارس بحق الكُرد”.
ولفت إلى أنه “بعد أن استقصيت الأمر، وجدت أن البؤس الكُردي بدأ في حكاية توراتية عجيبة جداً”، مشيراً إلى أن “التُراث اليهودي التوراتي ومُلحقاته منبعٌ فياضٌ بالخرافات”.
وتابع: “فكان أولُ تصورٍ لأصل الكُرد (عبراني)”، مضيفاً: النص يذكر أن “داود الملك كانت عنده زوجات كثيرات، وأن جماعةً من زوجات داود اتصل بهن الجن، وحدث نوع من اللقاء الحسي، فحملن منه (الجن)، فولد الكُرد، والتراث العبراني مشهورٌ بإدانة الآخرين عموماً”.
وأكد أن “منطقة كُردستان كانت ملتقى الصدامات خلال 3 آلاف السنة الأخيرة، مثلاً الصراع بين اليونان والفرس، والمسلمين مع المسلمين، والمسلمين مع الفرس، وبعد ذلك الصفويين والعثمانيين”، مستدركاً أن “الكُرد يعيشون في منطقةٍ كما سميّتُها في بعض مقالاتي بـ (منطقة رُعب العالم)”.
وعند سؤاله عن سبب اهتمامه بالقضية الكُردية، قال زيدان، “إنني فطرياً أميل إلى نُصرة المظلوم، وحتى في روايتي التي تحمل عنوان (عزازيل) جاء فيها ذكر اسم الكُرد، مع أنها تسرد الأحداث التي وقعت في بداية القرن الخامس الميلادي، حتى قبل ظهور الإسلام”.
وأوضح أنه تم سلب حقوق الكُرد عندما سموهم “أكراداً على وزن أعراب”، “لكننا في مقابل ذلك نقول كُردستان ولا نقول أكرادستان، فالبتالي هناك نوعٌ من الظلم الذي يدعوني إلى نُصرة الكُرد”.
وأكد أن للكُرد “حضارةً جميلة ومُسالمة، والكُرد أسسوا جيشاً نظامياً مع ضخامة أجسامهم وقوة بنيانهم وشجاعة نسائهم، وقد رأيناها أثناء المواجهة مع تنظيم داعش في الفترة الأخيرة”، مبيناً أن الكُرد “قومٌ لم يعتدوا على أحد، ولطالما كانت صراعاتهم أيضاً محليةً فيما بينهم”.
وشدد على أن “حال الكُرد اليوم أفضلُ بكثيرٍ من السابق، ولا أظن أن كُردستان العراق شهدت من قبل هذا الهدوء وتشييد العمران، لا سيّما في أربيل التي زرتها”.
وأشار إلى أن “الكُرد حالياً يرثون من الأزمنة الماضية فكرة التقسيم، وقبل عام 1950 لم يكن هناك خط حدودي يفصل بين سوريا والعراق، وبالتالي يفصل بين الكُرد في شمال سوريا والعراق، ولم تكن ديار بكر منفصلة عن كُردستان العراق، ولم يكن الجزء الشرقي الذي يقع في حدود إيران السياسية يُعاني ما يُعاني منه الآن”.
وأردف أن “هناك تاريخاً واحداً للكُرد، وإقليماً واحداً لهذه الجماعة، وهم ليسوا من الغجر الرُحّل، وليسوا من الشعوب الرعوية المتنقلة”، مشدداً على أن الكُرد “هم أصحاب الأرض الحقيقيّون، ولهذه الأرض خصوصية وجمال، وقوة الكُرد في البلاد الأربعة (العراق – تركيا – إيران – سوريا) تكمن في التاريخ واللغة”.
K24