لقاءات وحوارات

الكاتب والمحلل السياسي بير رستم ليكيتي ميديا: أعتقد أن تركيا_ أو بالأحرى حزب العدالة والتنمية_ تحاول أن تغطي على فشلها السياسي وعلى المستويين الداخلي والخارجي بالهروب مجدداً إلى الصراع والبروباغندا القومية

يكيتي ميديا – Yekiti media
3/8/2015

إعداد وحوار. محمدديب عثمان
في لقاء خاص مع يكيتي ميديا تحدث الكاتب والمحلل السياسي بير رستم عن عدة محاور سياسية وعبر عن رأيه من سياسات ايران وتركيا في المنطقة، وموقفه من سوق الشباب إلى معسكرات ما يسمى بواجب الدفاع الذاتي المعلنة من قبل PYD وهذا نص الحوار كاملاً:
السؤال الأول: سوق أعداد من شباب الكورد إلى معسكرات وحدات الحماية الشعبية تحت إعلان واجب الدفاع الذاتي. هل يهدف هذا الإعلان إلى حماية المناطق كوردية في روج آفا أم إلى تطبيق سياسات معينة؟
ج: الجيوش تعد وتدرب لكي تقاتل وتحارب، لكن السياسات والحكومات هي التي تحدد مواقع ومسارات تلك الجيوش والقوات ومعاركها؛ كونها تتبع لتلك الحكومات والإدارات السياسية وبالتالي فإنه وبحسب الإدارة يتم تحديد مهمات القوات المحاربة المدربة، وبما أن الإدارات الذاتية في مناطقنا الكوردية هي خاضعة لجهة سياسية فإن تلك القوات العسكرية “وحدات الحماية الشعبية” سوف تؤتمر وتخضع للأجندات والمشاريع السياسية لهذه الجهة والطرف السياسي الكوردي .. ولكن ورغم كل ما سبق فعلينا أن لا ننسى بأن هذه القوات هي على جغرافية سياسية محددة وبالتالي فإنها وبحكم الإنتماء والوجود على تلك الجغرافيا السياسية مجبرة على الدفاع الذاتي عن وجودها ضد أي إعتداء خارجي وخاصةً إن البلد يعيش حالة إنقسام طائفي مذهبي وعرقي إثني وهناك عدد من الأجندات والمشاريع والمليشيات العسكرية المتصارعة. وبالتالي فكان لا بد من وجود قوات عسكرية يقوم بحماية المناطق الكوردية وفرض نوع من “واجب الدفاع الذاتي” وإن نختلف معهم في التطبيق والأسلوب الذي تم به من قبل سلطة “الأمر الواقع” في المناطق الكوردية.
السؤال الثاني: نظرية الإدارة الذاتية وسياسة كانتونات واقعٌ يُطبق على كوردستان سوريا. فهل على معارضي هذه السياسة من أحزاب المجلس الوطني الكوردي التخلي عن معارضتها والانضمام إليها أم الاستمرار في مطالبات قومية بحتة؟
ج: أعتقد إنه ليس من المنطق العقلي ولا الحكمة السياسية؛ أن تطالب المعارضة _أي معارضة_ بالإنضمام إلى الحكومة، مع العلم أن هناك بعض الحكومات التي تجمع الأحزاب الرئيسية في إدارة البلاد والحكومة، ومنها نظام الحكم في سويسرا حيث عدد من الكانتونات تقودها عدد من الأحزاب السياسية ودون معارضة قوية ومنافسة، لكن الوعي السياسي والقانوني وإحترام الرأي الشعبي تجعل الحكومة السويسرية تحسب ألف حساب وذلك قبل أن تتجرأ في إتخاذ أي قرار سياسي وليس فقط سيادي، وبالتالي هي لا تقدم على إتخاذ أي إجراء يهم الشأن العام إلا بعد مداولات ومناقشات عميقة في البرلمان وكذلك بعد إجراء إستفتاء شعبي عام، ولا داعي أن نقول شفاف ونزيه .. لكن ولغياب هذه الديمقراطيات المتقدمة في بلداننا فلا بد من وجود معارضات قوية وكـ”حكومة ظل” تراقب عمل الحكومة والدولة عموماً، وذلك إن كنا في الحالة الطبيعية من وجود الدولة والنظام السياسي وهذه تكون بالتأكيد قائمة على صندوق الإنتخابات وتشكيل حكومة وطنية ديمقراطية يقدر الناخب وبكل حرية إعطاء صوته للحزب والتيار السياسي وبرنامجه الإنتخابي الذي يخدمه ويخدم قضاياه الوطنية والخاصة .. ولكن ولغياب الحالة والواقع الطبيعي لإجراء إنتخابات حرة ديمقراطية ولأسباب عدة؛ منها مرتبطة بظروف الحرب الأهلية في بلداننا ومن جهة أخرى ونتيجة هيمنة فكر الحزب والأيديولوجيا الواحدة والإقصائية بحق الآخر _الآخر القومي أو الديني المذهبي أو حتى الحزبي والسياسي_ بالتالي، وبقناعتي الشخصية، لا يمكن إجراء إنتخابات حقيقية وإن أفضل الحلول هي الديمقراطيات التوافقية .. وهكذا وللخروج من أزمتنا وكـ”كورد”؛ لا بد من تشكيل إدارات محلية في مناطقنا الكوردية وذلك من كل المكونات السياسية وعلى رأسها كل من المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي.
السؤال الثالث: هل يعتبر القصف التركي على مواقع حزب العمال الكوردستاني عربوناً قدمه التحالف الدولي لتركيا لضرب تنظيم داعش، أم أن تركيا تتنصل من اتفاقياتها مع التحالف؟
ج :أعتقد أن تركيا _أو بالأحرى حزب العدالة والتنمية_ تحاول أن تغطي على فشلها السياسي وعلى المستويين الداخلي والخارجي بالهروب مجدداً إلى الصراع والبروباغندا القومية و”خطورة” العمال الكوردستاني على وحدة البلاد والمصالح التركية الإستراتيجية حيث وبعد فشل تركيا على مستوى العلاقة مع عدد من الأزمات والثورات في البلدان العربية _مصر وسوريا نموذجاً_ وكذلك لتورط قيادة حزب العدالة والتنمية في ملف دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة؛ إن كان الإخوان المسلمين وجبهة النصرة _أو حتى “داعش”_ وأخيراً لخسارتها المدوية في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، فإنها تحاول _أي تركيا_ أن تغطي على فشلها في تلك الملفات بالهروب إلى “حرب وهمية” تفتعلها مع حزب العمال الكوردستاني وهنا لا يمكننا أن ننسى بعض الأخطاء التكتيكية والتي وقع بها منظومة العمال الكوردستاني والتي أتخذتها حكومة العدالة والتنمية حججاً ومبررات لها لشن حملتها الظالمة على جبال قنديل وشعبنا الكوردي وبالتالي محاولة التنصل من إتفاقياتها السابقة؛ إن كان مع التحالف الدولي أو مع منظومة الكوردستاني نفسه، لكن أعتقد بأن القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا لن تترك لتركيا أن تأخذ بتلك الحرب إلى مداها الأقصى كون القوى الكوردية تعتبر اليوم من أكبر الحلفاء الإقليميين في المنطقة وذلك للمشروع الغربي الحداثوي في شرق أوسط جديد .. وإن تركيا نفسها لن تكون ببعيدة عن تطورات وتداعيات المنطقة والمشروع السياسي.
السؤال الرابع: أين تقف أيران من الخطوتين الأخيرتين لتركيا. دخول الأراضي السورية لملاحقة تنظيم داعش. وقصف مواقع لحزب العمال الكوردستاني ؟
ج: إيران كانت وما زالت لها بعض الأولويات الأساسية والإستراتيجية في المنطقة وعلى رأسها؛ الملف النووي وكل من ملفي سوريا والعراق وهكذا وبعد توقيعها مع الدول الكبرى على “معاهدة التفاهم” على ملفها النووي فهي بالتأكيد ستعود لإعطاء المزيد من الأهمية للملفات السياسية العالقة في المنطقة وقد رأينا مؤخراً خطاب الرئيس الإيراني السيد حسن روحاني ودفاعه عن توقيع التفاهم ضد من يتهم الحكومة من الجماعات الإيرانية المتشدد بالتنازل للغرب، حيث نفى ذلك وصرح بأن الإتفاق سوف يسمح لهم بالمزيد من الإهتمام بالقضايا الحيوية والإستراتيجية والتي تهم إيران في المنطقة .. ولكن علينا أن لا ننسى بأن إيران هي الأخرى وكدولة غاصبة لجزء من كوردستان لا ترتاح للكثير من سياسات العمال الكوردستاني وذلك على الرغم من توافقهما _أي إيران والعمال الكوردستاني_ في عدد من الملفات السياسية، بل وعملهما في محور سياسي غير معلن، إلا أن بعض سياسات العمال الكوردستاني وخاصةً في سوريا وسيطرة الكورد _أو حزب الاتحاد الديمقراطي الحليف السياسي للعمال الكوردستاني في سوريا_ على مناطقنا الكوردية وتشكيل ما يمكن أن يكون إقليماً كوردستانياً على غرار إقليم كوردستان (العراق) ولو تحت مسميات أخرى كإدارات ذاتية وكانتونات، إلا أن إيران تعلم أن حقيقة الأمر يعني تشكيل إدارات كوردية ذاتية وبالتالي فمن مصلحة الدولتين؛ إيران وتركيا إضعاف منظومة العمال الكوردستاني وهي بذلك _أي نظام الملالي في إيران_ تكون موافقة ضمنياً لما توجهه تركيا من ضربات للعمال الكوردستاني في جبال قنديل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى