أخبار - سوريا

توسع رقعة الاحتجاجات في السويداء عقب انضمام شيخ الموحدين الدروز إليها

سجلت محافظة السويداء، جنوبي سورية، حتى وقت متأخر من يوم الثلاثاء، خروج نحو 50 نقطة احتجاج، في قراها وبلداتها ومدنها، في ظل تزايد اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية يوماً بعد يوم.

 

وسجلت المحافظة انضمام شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، حمود الحناوي، إلى الاحتجاجات. وقد أكد في كلمة له وسط حشد من المحتجين على حق الناس بالمطالبة بحقوقها، داعياً الشعب السوري إلى الوقوف صفاً واحداً ضد الاستبداد.

 

كما تصدرت الهتافات المناهضة لحزب “البعث” المشهد بشكل لافت، وأغلق المحتجون في نقاط عديدة مقرات تابعة للحزب الذي استولى على السلطة لأكثر من خمسة عقود من الزمن وتحكم بمفاصل القرار في البلاد.

 

واندلعت شرارة الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها، بعد إصدار النظام السوري، أخيراً، مراسيم بزيادة الرواتب ورفع الدعم الكلي والجزئي عن البنزين والمازوت (الوقود) ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

 

وتخضع محافظة السويداء، وعموم الجنوب السوري، لقبضة نظام بشار الأسد الأمنية، بعد نحو 14 عاماً على اندلاع الثورة السورية وتمزق البلاد، بفعل الحملة القمعية الوحشية التي قادها الأخير.

 

لكن هذه القبضة لم تمنع خروج الاحتجاجات، وتجدد المطالبة بإسقاط النظام، في ظل واقع أمني مترد وتجنيد إجباري في عموم مناطق سيطرته.

 

وبثت شبكة “الراصد” المحلية في السويداء، الثلاثاء، مقاطع فيديو مصورة تظهر محتجين يقومون بتمزيق لوحات حزب “البعث” في قرية دوما شرقي المحافظة، وأخرى تظهر محتجي مدينة شهبا ثاني أكبر مدن المحافظة يقومون بطرد أعضاء شعبة الحزب وإغلاقها.

كما بثت وسائل إعلام مختلفة مقاطع مصورة للاحتجاجات الليلية التي يقيمها المحتجون في قرى وبلدات المحافظة بعد يوم حافل تظاهر فيه عدد غير مسبوق من أبناء المحافظة في ساحة الكرامة بمدينة السويداء.

 

وتواصل “العربي الجديد” مع عدد من الناشطين المدنيين في السويداء، الذين أكدوا أن الأمور في المحافظة تتجه إلى التصعيد في ظل تجاهل النظام لمطالب الشعب عبر اتباعه “سياسة التعامي”.

 

وحول احتمالية استمرار الإضراب والاحتجاجات ومدى تأثير تداعياتها، قال الناشط الحقوقي عدي أبو مرة لـ”العربي الجديد”: “الاستمرارية قد تأكدت وترسخت اليوم وما يؤكد ذلك تسابق مناطق المحافظة للانضمام على خلاف المرات السابقة، حيث بدأت عدوى الاحتجاج والإضراب تنتقل سريعاً بين مناطق المحافظة بالتحفيز والغيرة وكسر حاجز الخوف، مع قبول جماهيري غير مسبوق، ودعمه التفاعل على المستوى الوطني”.

ورافقت الاحتجاجات في السويداء تظاهرات أخرى مماثلة في محافظة درعا المجاورة، احتجاجاً على سياسات النظام والمطالبة بإسقاطه.

 

وخرجت تظاهرة مسائية الثلاثاء في بلدة صيدا بريف محافظة درعا الشرقي، طالبت بإسقاط نظام الأسد والإفراج عن المعتقلين، وأكد المشاركون فيها على مطالب الثورة السورية.

 

المواطنة أم سمير إحدى المشاركات باحتجاج اليوم قالت في حديث لـ”العربي الجديد”: “لا رجعة بعد اليوم، نشعر بأننا إذا تركنا الشارع سوف نعود للخنوع من جديد، ولن نصل إلى أهدافنا”. وأضافت: “لقد فقدت ابني البكر في الحرب، ولا أريد أن يغيب ابني الآخر في الغربة.. وأشعر كل يوم بأن المشاهد التي حصلت خلال الأيام الثلاثة الماضية من أعظم قصص البطولات”.

 

بدورها، قالت ساهرة (اسم مستعار لموظفة في القطاع العام فضلت عدم كشف اسمها الحقيقي): “حاولت بعض الجهات الضغط علينا كما فعلت في المرات السابقة بهدف جعلنا بمواجهة أهلنا من المحتجين لكن بعد اليوم لن يخيفنا أي أمر ولن يرعبنا أي تهديد”. وأضافت في حديثها لـ”العربي الجديد”: “إذا أرادوا فصلنا فليفعلوا، تقدمت باستقالات أنا وزميلات لي ولم يوافقوا عليها”.

ودعا نقابيون قادتهم لأخذ موقف واضح وصريح من الاحتجاجات والإضراب العام، داعين للوقوف مع أبناء البلد في المطالبة بحق الجميع في العيش بكرامة.

 

وتساءل المعلم المتقاعد فارس (اسم مستعار): “طالما أن شعارات معظم النقابات تتلخص بأنها منبثقة من الشعب وللشعب، فمن غير المنطقي ولا من باب المصداقية أن تكون شاذة عن إرادة الشعب وإلا فهي لا تمثل إلا أداة من أدوات الذل والخنوع، وإذا كان الأمر كذلك فعلى الدنيا السلام”.

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى