لقاءات وحوارات

حوار مع الإعلامي محمد زنكنة

حاوره: اسماعيل رشيد

محمد فخرالدين محمد نوري

الاسم الصحفي(محمد زنكنه)

انضمّ لصفوف اتحاد طلبة كُردستان في عام 1998 .

هو صحفي ومحلل سياسي يعمل في مجال الإعلام منذ عام 1999 ، البداية كانت من القسم التركماني في اذاعة وتلفزيون إقليم كُردستان، وكان أحد أصغر أعضاء نقابة صحفيي كُردستان.

نشر العديد من المقالات في عدد من صحف ومجلات المعارضة العراقية قبل سقوط نظام البعث.

عمل في إذاعة الحقيقة المحلية في أربيل إلى عام 2002 مترجماً ومعداً ومقدماً للبرامج ونشرات الأخبار باللغات الكُردية والعربية والتركية.

عمل لمدة عام مع مجلة (نواڵەی نوێ- الجيل الجديد) في قسميها الكُردي والعربي.

بدأ العمل في إعلام الحزب الديمقراطي الكُردستاني وتحديداً مع صحيفة (خەبات -النضال) الصحيفة المركزية للحزب الديمقراطي الكُردستاني كمراسل ثم مسؤولاً لصفحة الريبورتاجات ثم الأخبار وبعد ذلك قسم أحداث اليوم.

رافق العديد من الوفود الرسمية لخارج الاقليم كمترجم من اللغات العربية والتركية وأحيانا الإنجليزية إلى اللغة الكُردية وكان حاضراً في العديد من المؤتمرات الصحفية المهمة للرئيس الراحل جلال طالباني والرئيس مسعود بارزاني والرئيس نيجيرفان بارزاني في أربيل والسليمانية وكركوك ودهوك.

برز كمحلل سياسي في القنوات الفضائية العربية والعراقية منذ عام 2010 وكان بروزه الحقيقي بعد عام 2014 بعد هجمات إرهابيي داعش على الموصل وسنجار وتهديدهم لإقليم كُردستان وكان أحد أهم الأصوات المدافعة عن استفتاء استقلال كُردستان عام 2017 بظهوره على أكبر عدد من القنوات العربية والعراقية، وخصوصاً بترجمته الفورية للمؤتمر الصحفي للرئيس مسعود بارزاني قبل يوم واحد من الاستفتاء والذي أعلن فيه عدم التراجع عن القرار المتخذ بإجراء استفتاء الاستقلال حيث كان صوته هو الوحيد عبر القنوات العربية والعراقية.

ساهم في انطلاق قناة زاكروس الفضائية ببثها العربي في عام 2018 وعمل فيها معداً ومقدماً لبرامج حوارية ووثائقية بالإضافة إلى عمله كمترجم فوري لأهم المناسبات في إقليم كُردستان ومازال مستمراً في ظهوره على أهم وأبرز القنوات العراقية والعربية كمحلل سياسي لتحليل وجهة النظر الكُردية وموقف الحزب الديمقراطي الكُردستاني من المستجدات السياسية.

وفيما يلي نص الحوار :

السؤال الأول :

الإعلام كسلطة مؤثرة بالمفهوم الحضاري والثقافي والمهني أولا” ، وبين أخبار ودعايات حزبية تخدم أجنداتٍ لا تعبّر عن مشروع الإعلام الوطني..

بأية ثنائية يصنّف الإعلام الكُردي ؟

‏أستطيع القول بأنّ الإعلام الكُردي، وحتى هذه اللحظة، والإعلام الكُردستاني بشكلٍ عام لم يصل إلى هويته الموحدة، إن كان يريد أن يكون بهويته القومية الكُردية الصرفة أو هوية كُردستانية يمثّل من خلالها الكُرد ‏و القوميات التي تتعايش معه، ولم أجد اهتماماً باللغات الأخرى من قبل الإعلام الكُردي للتعريف بالقضية الكُردية لأننا بحاجة إلى هذا الموضوع على الأقل لنفتح أبواباً للتفاهم مع الشعوب الأخرى.

‏ولكن كانت هناك محاولات كثيرة ونجح الكثير منها على سبيل المثال في ستينيات القرن الماضي إذاعة صوت كُردستان العراق كان فيها قسم باللغة العربية وآخر باللغة التركمانية وآخر بالسريانية و أخبار تقدّم باللغة الإنجليزية هذه المسائل كانت سبباً مهماً ليفهم الكثير من العرب الذين يعيشون في العراق ماذا تعني القضية الكُردية، ‏وكانت سبباً مهماً ليشعر الأخوة التركمان والآشوريون والكلدان بأنهم جزء من هذا المجتمع وبقوة انتمائهم للمجتمع الكُردستاني.

وكانت هناك أيضاً محاولات من قبل الحزب الديمقراطي الكُردستاني بعد اندلاع ثورة أيلول بالانفتاح على الجانب العربي كانت هناك ممثليات ‏دبلوماسية للثورة في فرنسا والعديد من دول العالم، إذن هذه المسألة كانت هي الشغل الشاغل للإعلام التابع للحزب الديمقراطي الكُردستاني الذي قاد ثورة أيلول ‏إلا أننا وفي هذه الفترة حيث نعيش تطوراً كبيراً وخطيراً في مجال الإعلام وبدأ الذكاء الاصطناعي يغزو ‏المجتمع .

أعتقد بأنّ البزنس الإعلامي أصبح الشغل الشاغل حالياً للكثير من القنوات الإعلامية لكسب عدد كبير من المتابعين وتحقيق عوائد مالية والدخول في منافسة مع بقية الوكالات والقنوات الإعلامية فيما يخصّ حجم المتابعة، إذن وبشكل عام لم نستطع حتى هذه اللحظة أن نبني لأنفسنا ‏أساساً ننتمي إليه لبناء إعلامنا الوطني أو القومي وهنا لابدّ أن نعترف بأنّ عدم وجود استقلالية كُردستانية بعدم وجود دولة وكيان كُردستاني مستقل يشكّل سبباً مهماً لعدم وجود هذا الإعلام الذي نطمح إليه.

ولايجب أن ننكر بأنّ الإعلام الحزبي ساهم وبشكلٍ فعّال في التعريف بالهوية الكُردستانية ، لكنني أقول أيضاً بأنّ الهوية الحالية للإعلام الكُردستاني هي حزبية أو قطاع خاص أو إعلام ميّال للحزبية أو مدعوم من قبل حزب أو تيار سياسي أو جهة اقتصادية تريد أن تحققه العائد المادي على حساب مهنية الإعلام.

السؤال الثاني:

ماهي تحديات الإعلام الكُردي لتحقيق تغطية متوازنة للأحداث السياسية ؟

‏التحديات كثيرة وكبيرة، من الممكن أن تكون سياسية أو مجتمعية أو خارجية وخصوصاً فيما يتعلّق بالترويج لما تريده القنوات الإعلامية الكُردية حول ما يتعلّق ‏بالواقع الكُردستاني والهوية القومية والوطنية الكُردية هذا بالإضافة إلى تحديات أخرى حزبية أو صراعات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر من الممكن أن تكون سبباً في عدم تفهم الجانب الآخر عن ماهية الكُرد؛ ‏لأنّ الخلافات السياسية وبكل أسف تؤثّر أحياناً حتى على حقائق التاريخ، لأنّ هناك أطرافاً سياسية تدّعي انتماءها والقومية الكُردية تحاول تشويه التاريخ والحاضر الكُردي وفرض أساليب لا تمتّ للواقع الكُردستاني بصلة ويراد فرضها على هذا المجتمع ، ولكن التحدي الأهم والأكبر ‏هو التحدي المادي أو الاقتصادي أي مايتعلق بتحقيق العائدات من الإعلام لأنّ أغلب المؤسسات الإعلامية تريد أن تحقّق عوائد مادية لتموّل نفسها؛ لأنّ من أهم شروط الإعلام الناجح والمستمر هو أن يكون له تمويل ويحقّق من خلاله أرباحاً وعائدات تسند ظهره، هذا هو التحدي الأكبر الذي لم يستغلّ حتى الآن، أي أننا بحاجة لمن يحقّق التوازن بين الترويج للواقع الكُردي وتحقيق العائدات المادية المطلوبة و المرجوة لاستمرار العمل الإعلامي

السؤال الثالث:

في ظل التكنولوجيا وثورة المعلوماتية…أين هو موقع الإعلام الكَردي ؟

‏لا يمكن أن ننكر بأنّ للاعلام الكُردي موقع مهم ، لكن هذا الموقع بقي في إطار ضيق على الرغم من أنّ كثيراً من المؤسسات الإعلامية تستفيد اليوم من التكنولوجيا والثورة المعلوماتية ، نعم هناك الكثير من الوسائل الإعلامية على مستوى العالم تستفيد من الاخبار والصور والعديد من مقاطع الفيديو من قنوات كُردية، وهذا بحدّ ذاته نقلةٌ نوعية كبيرة، لكنني مازلت أقول بأنّ الإعلام الكَردي لم يصل الى مستوى نستطيع أن نقول من خلاله بأنه يمثّل شعب كُردستان أو مجتمع كُردستان، وبكل بصراحة نحتاج إلى ثورة إعلامية كبيرة.

وعلى الرغم من وجود قنوات مهمة وكبيرة استطاعت أن تصل للمستمع والمشاهد العربي والغربي، لكننا أيضاً بحاجة لمزيد من الدعم و المزيد من المشاريع الإعلامية ومزيد من الارتقاء بمستوى الإعلام والدورات التدريبية ومسائل تتعلّق بالحفاظ على الخصوصية الكُردستانية، أي أنّ لا يكون الإعلام الكُردي تقليداً للإعلام الأجنبي بكلّ أشكاله ولكن باللغة الكُردية هذا ما نريد أن نتخلّص منه.

السؤال الرابع :

كيف يمكن تحسين مستوى الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام الكَردستانية ؟

‏ الأزمة التي يعاني منها الإعلام ليست في الإعلام الكُردي أو الكُردستاني فقط، ولكنني لا أنكر وجود أزمة عميقة وقوية على مستوى العالم ، وهنا المصداقية هي العقدة والحل، وجود المصداقية والعمل بإنسانية في نقل الأخبار والمواد التي من الممكن أن تفيد المجتمع، والابتعاد عن المسائل التي من الممكن أن تهدّد السلم الاجتماعي كأهم شرط يجب أن يلتزم به الإعلام، والالتزام بمواثيق الشرف الإعلامية سيضمن له استمراريته في داخل المجتمع ، والأهم أن لاينساق الاعلام وراء الأخبار الكاذبة التي من الممكن أن تفقده بريقه ، إذن وجود سياسة واضحة للقناة الإعلامية دون تخاذل بينها وبين المجتمع، وعدم اللعب على أكثر من حبل، وعدم المحاولة لبثّ التفرقة بين أبناء المجتمع، وأن تكون المؤسسة، وبرغم كلّ الاختلافات السياسية والفكرية مع بقية القنوات، جسراً لتقريب وجهات النظر بين أبناء ومكونات المجتمع دون أن تلجأ إلى بثّ العداء بين هذا المكون أو ذاك ، أعتقد بأنّ هذا الحل هو الوحيد والصحيح لكي تكون هذه المؤسسة صادقة ومتابعة وأن لا تكون جزءاً من المشكلة، بل يجب أن تكون جزءاً من الحل.

كلمة أخيرة….

‏لكم كلّ الشكر والاحترام لقراء صحيفتكم ولجميع الزملاء العاملين فيها وأتشرّف أن أكون جزءاً من أرشيف هذه الصحيفة وأتشرف أيضاً أن أكون جزءاً من الصحافة الكُردستانية والتي أخذت أكثر من عقدين من حياتي وأهنئ كل الزملاء الصحفيين بمناسبة يوم الصحافة الكُردية والتي انطلقت من القاهرة بسواعد وأقلام كُردية كما أحيّي كل من ينتمي إلى عائلة البدرخانيين وآلاف التحايا على روح مؤسس الصحافة الكُردية مقداد مدحت بدر خان وعن طريقكم أوجّه تحياتي للقاهرة التي احتضنت أولى الكلمات الكُردية وأول قلم كُردي في تاريخ الصحافة العالمية ولكم جزيل الشكر.

الحوار منشور في جريدة يكيتي العدد “319”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى