آراء

أطفالنا بين ثقافة الشرق والغرب

منى عبدي

الأطفال هم براعم الحياة، ورمز للبراءة والعفوية ، الطفولة هي قصة حلم صغيرة تبدأ من روح عذبة مكونة من الحب والسلام ، يملكون قلوب طاهرة وصادقة يشعّ من داخلهم نور البراءة والبساطة وفي أعينهم صفحة بيضاء وحياة صفاء، ثغر باسم وقلب نقي، مع كلّ هذا الصفاء والنقاء تقع المهمة الأساسية على الأهل في كيفية المحافظة على هذا الكنز الثمين الذي لا يقدّر بثمن ، الحرص على وجود الوالدين هي مسؤولية وواجب مقدس تجاه طفل يبدأ ببداية الثورة مع حياة آمنة نحو اتجاه صحيح ؛ لأنّ تربية الطفل تبدأ قبل ولادته، وذلك بتربية والديه ، في السنوات العشر الأخيرة التي اتسمت بارتفاع نسب المهاجرين إلى بلاد الغرب لأسبابٍ عديدة ومن أبرزها وتيرة الظلم والقتل والتشرد التي تعرّضوا لها مما جعل المرء مضطرّاً ان يغادر وطنه وأهله آملاً بمستقبل مجهول في بلاد غريبة، ومن خلال الهجرة من مجتمع الشرق المعروف والمتقيّد بعادات و تقاليد وثقافات متنوعة إلى مجتمع غربي يمتاز بالانفتاح والحريات شبه المطلقة هنا تقع مهام جديدة من توطيد أمور الاسرة واستقرارها على الاهل، والحفاظ على أبنائهم في هذا المجتمع الجديد عليهم ، والمنفتح الذي سنّ القوانين لحماية حرية الأبناء وفق معاييرهم هم وليس معاييرنا نحن وأيضاً المؤثرات الخارجية لها دور مثل رفقة المدرسة وأصدقاء المنطقة الذين يحملون فكراً وعادات تختلف عن قيمنا، هنا يتوجّب على الوالدين مهمة الرعاية والتربية للأبناء،وهي ليست مهمة اختيارية بل مسؤولية حتمية ، علينا التعرف على الواقع الذي سوف يعيشه أطفالنا لندرك الصعوبات والمشكلات التي سوف يواجهها أطفالنا ؛لنكون في الصورة الأولية لاستعدادنا في مواجهة مدى تأثير هذه البيئة عليهم لأننا ندرك تماماً أنّ اختلاف المجتمع يؤدّي إلى تغيير أسلوب التربية،و هذا لا يعني أن لا يندمج مع مجتمع دخله، وتعرّف على ثقافاته ليصبح هذا المجتمع كتلة متناغمة ، وما نلاحظه داخل الكثير من العائلات الكُردية بأنهم يتحدّثون مع أطفالهم باللغة الأجنبية وينسون لغتهم الأم ويتجاهلون بأنّ هذا الطفل يمضي حوالي ثمان ساعات وهو يتحدّث هذه اللغة، هذه النقطة مهمة جداً، لنكن أكثر حذراً لعدم فقدان لغتنا الجميلة وهناك أيضاً تقصير كبير جداً من قبل المثقفين الكُرد ، عليهم بفتح جمعيات أو ملتقيات لتعليم اللغة الكُردية وإنماء الثقافة الكُردية لهؤلاء الأطفال الذين يعيشون ضمن ثقافة غريبة عن ثقافاتهم، الجميع يدرك بأنّ الآفاق مفتوحة من جميع النواحي للتعليم ومجالات الحياة بشكلٍ عام للطفل وهذه منحة إيجابية مع حرص الوالدين عليهم لأنّ رؤية المجتمع الغربي بشكلٍ عام على المهاجرين تكون جيدة عندما يرون بأننا متمسكون بلغتنا وثقافتنا ، أيضاً هناك نقطة جداً مهمة المصارحة أساس يقّوي الثقة بين الوالدان والأطفال لأنّ اعتيادهم على قول الصدق دوماً حتى عند ارتكابهم الأخطاء عندما يكون ردة فعل الوالدين واعية يسهل عليهم معرفة الأسباب وملامسة تفكير أطفالهم بطريقة ذكيه وسهلة ، في بلاد المهجر هناك قوانين وضعت لحماية الطفل وحرية المراهقين في حال عدم توافق الوالدين أو تعرض الطفل للضرب ومراقبة العائلات وتتابع تفاصيل حياتهم وبالتالي يتمّ توزيعهم على أسر أجنبية تتبنّى الأطفال لذا فهم بحاجةٍ إلى الاهتمام بشكلٍ أكبر ،وهم بحاجة إلى العاطفة.

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “302”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى