لقاءات وحوارات

إبراهيم برو: أهم أسباب تعثر الحوار الكُردي تتعلّق بالبنية الايدولوجية لمنظومة حزب العمال الكُردستاني pkk

إبراهيم برو..عضو لجنة العلاقات الحارجية لENKS , وعضو هيئة التفاوض السورية في حوار خاص مع يكيتي :

– من أخطاء المعارضة السورية افتقادها لمشروع وطني واضح يطمئن جميع السوريين .
– أصبحت القضية الكردية أكثر وضوحا” خلال سنوات الثورة السورية .
– لاسبيل للحل الوطني العام من دون مشاركة جميع السوريين .
– أهم أسباب تعثر الحوار الكردي تتغلق بالبنية الآيديولوجية لمنظومة pkkوالأحزاب المتفرعة عنها .
وفيما يلي نص الحوار :

س١ _ الأزمة السورية تمرّ بعامها الحادي عشر ، و لم تجد القرارات الدولية إزاءها ترجمة لها،مارأيكم بالمواقف العملية للدول المؤثّرة في الشأن السوري؟

ج1- من أهم القرارت الدولية التي صدرت بخصوص سوريا كان بيان جنيف١ بتاريخ ٣٠ حزيران ٢٠١٢، ومنذ صدور هذا القرار كان يفسّر بطريقة إشكالية بين كلٍّ من روسيا وأمريكا، لكنّ المشكلة الحقيقة لاتكمن بتفسير القرار  بل بتخلّي المجتمع الدولي عن واجباته تجاه الشعب السوري، وخاصةً بعد ما تصدّر المشهد الإسلامي الثورات في بلدان عربية عدة، سبقت الثورة السورية، على عكس حلفاء النظام الذين ساندوه اقتصادياً وعسكرياً.
فقد تُرك مصير الشعب السوري للدول الإقليمة، ولاحقاً تخلّت الدول العربية أيضاً عن الشعب السوري بسبب انشغالهم بأوضاعهم الداخلية أو تجنباً من إغضاب إيران ، فظلّت تركيا الدولة الرئيسية لاحتضان المعارضة السورية.

س٢- هل لكم أن تبيّّنوا لنا المحطات الأساسية التي أصابت فيها المعارضة الوطنية السورية، و تلك التي أخطأت فيها خلال مسار الثورة السورية ؟

ج2- من أهم المحطات التي أصابت فيها المعارضة السورية كانت محطة تشكيل المجلس الوطني السوري، ثم تشكيل  الائتلاف الوطني السوري، كإطارٍ سياسي معارض اكتسب الشرعية الدولية، ومثّل الشعب السوري في المحافل الدولية، لكن بنفس الوقت أخطأ حين رفض الموافقة على بيان جنيف1 إلا بعد مرور عام ونصف بعد صدوره، حيث انعقدت جنيف2 أوائل عام 2014.
وخلال هذة الفترة ظهرت جبهة النصرة وكذلك كانت بداية تشكّل داعش، بالإضافة إلى بعض الفصائل المسلحة المتطرّفة، فأصبحت الكفة راجحة لصالح النظام، لأنّ المجتمع الدولي انشغل بمحاربة الإرهاب متجاهلاً تغيير النظام السوري.
كذلك من أخطاء المعارضة السورية افتقادها لمشروع وطني واضح يطمئن جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم.

س٣- كيف تقيّمون العلاقة القائمة راهناً ما بين القوى السياسية السورية المعارضة و شركائها من القوى السياسية الكُردية؟

ج 3-العلاقة بين الحركة السياسية الكُردية والقوى السورية المعارضة راهناً تختلف عن مرحلة ما قبل الثورة السورية، حيث أصبحت القضية الكُردية أكثر وضوحاً خلال سنوات الثورة لدى السوريين غير الكُرد.
رغم النضالات الطويلة للحركة السياسية الكُردية المطالبة بالحقوق السياسية والقومية للشعب الكُردي،  ودفاعها عن الديمقراطية في سوريا ، إلا أنّ المعارضة السورية كانت محصورة في نخبةٍ سياسية صغيرة، لكن حالياً أصبح جزء كبير من المجتمع السوري يهتمّ بالشان السياسي، إضافةً إلى أنّ العلاقات أوضح وأصبحت أكثر رسمية أكثر منذ دخول المجلس الوطني الكُردي الى الائتلاف السوري المعارض في عام 2013  وذلك بموجب وثيقة موقّعة بين الطرفين، وكذلك شراكة المجلس الكُردي مع المنصات المنضوية في هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية، لكنّ المؤسف أحياناً تصبح وثائق الشراكة مجرد حبرٍ على الورق، بسبب أنّ كلّ طرفٍ من  الأطراف المشاركة يهتمّ بما يتناسب وأولويات أهدافه ومصالحه، في حين يتطلّب من الجميع العمل على تحقيق  جميع المطالب المنصوص عليها في الوثائق المتوافق عليها في الأطر العامة ، و تفضيل المصالح الوطنية العليا، التي تستوعب كلّ الانتماءات القومية أو الدينية، على المصالح الفئوية الضيقة .
س٤- كيف تقيّمون أداء الحركة الوطنية الكُردية في سوريا قبل الثورة و بعدها؟

ج4 – الحركة الوطنية الكُردية قبل الثورة كانت تتعرّض لضغوطات النظام، حالها حال جميع القوى الوطنية السورية، رغم ذلك كانت أكثر تنظيماً من باقي قوى المعارضة السورية، أما خلال الثورة فتعرّضت الحركة السياسية الكُردية إلى الكثير من الفوضى والانشقاقات، رغم تنظيمها ضمن إطارين رئيسيين، المجلس الوطني الكُردي والأحزاب القريبة من ب ي د التي غيّرت اسمها لمرات عديدة ، لكن بسبب عدم انسجام الأحزاب المنضوية في هذه الأطر، أحياناً ، يصبح العمل الجماعي معطّلاً، بدل أن يكون أكثر فعاليةً وجدوى، أما من الناحية السياسية فيتمّ التعامل بردود الأفعال، وعليه تظهر مواقف سلبية لبعض أطراف المعارضة، فيتمّ تناسي القضايا الوطنية العامة، والتشنج و التأهب إزاء بعض المطالب الكُردية فقط، علماً أنه  لاسبيل للحل الوطني العام  دون مشاركة جميع السوريين، لأنّ شراكتنا جميعاً ضرورة حتمية و هي قدرنا، وليس نحن مَن نختارها.

س٥ – ما هي أسباب تعثّر الحوار ما بين المجلس الوطني الكُردي في سوريا و حزب pyd و حلفائه ؟

ج5 – أهم أسباب تعثر الحوار الكُردي تتعلّق بالبنية الايدولوجية لمنظومة حزب العمال الكُردستاني pkk  والأحزاب المتفرّعة عنه في باقي أجزاء كُردستان، حيث لم يسبق لها  أن قبلت بالشراكة مع أي طرفٍ كُردي آخر، بالإضافة إلى عدم وضع جدول زمني محدد لهذه الحوارت،  و كذلك فإنّ الجهة الضامنة ل pyd المتمثّلة بقائد قوات سوريا الديمقراطية” قسد” لا يستطيع أن يلزم أصدقاءه في pyd بما تتوصّل اليه الحوارات، مما يزيد الانتهاكات بحق المجلس الكُردي، وتتكرر دون أي رادعٍ، وهذا لا ينسجم  مع دور و مهمة الراعي الأمريكي أيضاً.

الحوار تم نشره في جريدة يكيتي بعدد 290

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى