السنة الجديدة الاسوء لليرة السورية
يكيتي ميديا
تحقيق فريدون قجو
شهدت الاسواق ارتفاعاً لمعظم اسعار السلع تزامناً مع هبوط سعر الليرة السورية مقابل الدولار الامريكي مع بداية السنة الجديدة 2015, اذ تخطى الدولار عتبة 240 ل.س مع بداية شهر شباط الجاري, وبه فقدت الليرة السورية جزء كبير من قيمتها الشرائية, خاصة مع اعتماد المصرف المركزي السوري سعر 220 ل.س مقابل الدولار الواحد, الامر الذي يفرض ارتفاعاً في اسعار المواد وخاصة الاستهلاكية, والتي تثقل كاهل المواطن بأعباء اضافية, بالإضافة الى تأثيرها المباشر والسلبي على معظم اصحاب الفعاليات الاقتصادية.
الموظف المتضرر الرئيسي
يعتبر موظف الدولة متضرراً مباشراً من هبوط القيمة الشرائية لليرة السورية, كونه يتلقى راتبه بالعملة المحلية, هذا ما يؤكده ادريس سنان معلم في المرحلة الابتدائية ليكيتي ميديا, مضيفاً ان ارتفاع سعر الدولار يزيد في اسعار معظم المواد الاستهلاكية, والتي بات الراتب الشهري لا يغطي نصف مستلزماته الشهرية, مشيراً الى ان الزيادة الاخيرة على رواتبهم, ليست بمقدورها تغطية فروقات الاسعار الحالية المرتفعة للغاية.
مخاوف التجار من تخزين البضائع
القدرة الشرائية تتضاءل بشكل كبير لدى تجار المواد الغذائية, جمعة حاج لطيف تاجر جملة في مدينة عامودا يعيد السبب الى الارتفاع الكبير في سعر الدولار ويزعزع قدرته على تلبية طلبات زبائنه, كما اضاف قائلاً:” نحن لا نستطيع تخزين الكميات اللازمة نتيجة مخاوفنا من هبوط الدولار بشكل فجائي, الامر الذي يحتم عليناً خسائر كبيرة”, حاج لطيف اشارالى ان عدم استقرار الليرة السورية فرض علينا التعامل بالدولار في عمليات الشراء من الموردين للمحافظة.
حذر في سوق صرف العملات
عدنان ابراهيم صاحب محل لصرف العملات, يوضح معاناته من ارتفاع سعر الدولار, اذ يبين ان بداية السنة الجديدة شهدت خللاً في الاسواق مع عدم استقرار الاسعار, والتي فرضت حذراً في عمليات التداول, الى جانب ركود في عمل الصرافة نتيجة مخاوف المواطنين من صرف ما يملكونه من العملة الاجنبية, وفقدانها احياناً من السوق بسبب عدم وجود من يرغب بصرف عملاته.
غلاء الادوية الاجنبية
مع صعوبة وصول بعض الادوية المحلية الصنع الى الصيدليات لأسباب متعددة, وبحسب تأكيدات الصيدلاني موسى شيخو لموقعنا, فأنه يتم تعويضها بأدوية اجنبية مستوردة, والتي يفرض ارتفاع سعر الدولار في اسعارها بشكل مباشر, بالإضافة الى بعض الاكسسوارات الغير دوائية واغذية الاطفال والتي يتم استيرادها بالعملة الاجنبية.
تدني مستوى الاحتياطي السوري
خورشيد عليكا الباحث الاقتصادي الاكاديمي يعيد السبب الى عجز سلطات النظام السوري في المحافظة على استقرار العملة السورية ومنع انهيارها وذلك مع توقف عجلة الإنتاج في الاقتصاد السوري وعدم سيطرة النظام على كل من الشمال والجنوب السوري ذات المنطقتين الزراعيتين والتي تمثل سلة سوريا الغذائية ودخول البلاد في أزمة حقيقية ودوامة حرب طائفية، وهذا يعني أن الليرة السورية لا يوجد لها أي دعم ولا يوجد معابر ولا رسوم جمركية أو ضرائب، مع تراجع في الاحتياطيات من العملات الأجنبية والذهب وتدني دخول العملة الصعبة، وكما أن العقوبات الاقتصادية أثرت على الاقتصاديين الايراني والروسي كما أن تراجع أسعار النفط إلى ما يقارب 50 دولاراً للبرميل الواحد أدت إلى تراجع ضخ كل من الحليفين الايراني والروسي للنظام السوري حيث كانت إيران حددت موازنته لعام 2015 بسعر 70 دولار للبرميل الواحد من النفط وبالتالي فكل من الحليفين الايراني والروسي في مأزق اقتصادي حيث فقد الروبل الروسي ما يقارب 50% من قيمته كما أن الريال الايراني فقد ما لا يقل عن 40% من قيمته مع انخفاض أسعار النفط .