شباب الكرُد بين الانتحار وتهديد الأهل بالالتحاق بالكتائب المسلحة
يكيتي ميدياYekiti Media
مع سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD ) على مرافق الحياة في كردستان سوريا بحكم السلاح وسعيه الحثيث والدائم نحو عسكرة المجتمع الكردي بكافة فئاته معتمداَ على بروباغندا إعلامية وأيديولوجية حزبية ومغرياتٍ عدّة لأهداف لم تعد خافية على أحد , بدأت الآثار الخطيرة لتلك المشاريع وتداعياته تطفو على السطح وتتفاقم يوماً تلو الآخر.
حيث انتشرت مؤخّراً ظاهرة الانتحاربالسلاح وأيضاً ظاهرة تهديد الأبناء لآبائهم بالانضمام إلى صفوف المجاميع المسلّحة التابعة لذلك الحزب في حال رفض مطلب ما أوعدم الاستجابة لرغباته الشخصية, ناهيك عن سماع ومشاهدة العشرات من القصص اليومية التي يندى لها جبين الإنسانية على امتداد أرض الوطن.
حسين رمضان من أهالي ريف تربسبيّه تحدث ليكيتي ميديا قائلاً : طفل عمره 13سنة قبل عدة أيام من قرية علي بدران انتحر بسلاح والده بمجرد خلاف بسيط مع والدته.
مضيفاً أن هذه الحادثة عصفت بالمنطقة كما عشرات الحوادث المشابهة, حيث لم يعد بمقدور الأهل توجيه أطفالهم إلى الصواب أو الضغط عليهم خوفاً من هذه الظواهر الخطيرة وبدوره يرفض الطفل الانصياع لرأي الأهل.
عدا ذلك يعيش المجتمع الكردي حالةً من الارتباك والتخبط والشلل في كافة المناحي نتيجة تواجد السلاح بيد فئة و التباهي به وعدم احترام المبادئ والقيم التي يتحلّى بها المجتمع بل تجاوزه والضرب به عبر مخططٍ ممنهجٍ.
رمضان علوان من اهالي منطقة جل آغا أوضح ليكيتي ميديا ان هناك طفل يبلغ من العمر 16 سنة يقاتل في صفوف مسلحي الحزب, وأثناء عودته من واجبه المفروض عليه لزيارة أهله في القرية التي اقطنها, حيث يقوم الطفل المذكور وفي كلّ مرّةٍ بأطلاق النار بسلاحه في الفضاء وبشكلٍ عشوائي ممّا يخلق جواً من الذعر والخوف بين صفوف أهل القرية والقرى المجاورة خصوصاً بين فئة الصغار والنساء دون أن يحاسبه أحد, وفور تواجده في القرية يسارع الأهالي لضبط اولادهم في البيت خشيةً من الرصاص الطائش .
بدوره تحدّث ليكيتي ميديا من منطقة آليان الناشط الإعلامي جوان ” أ ” قائلاً:إن منطقة آليان على صفيحٍ ساخنٍ , تصرفات طائشة بشكلٍ يومي لعشرات الشباب المحصّنين من قبل الادارة التي أعلناها pyd من مثل قيادة الدرجات النارية وبسرعات عالية مع إطلاق الأصوات والصافرات والتجوّل في قرى المنطقة وسط نقمة الأهالي والدعوات المستمرة لوضع حدٍ لهذه المجموعة ولكن دون جدوى .
عدا ذلك الدوريات الليلية الطيارة لمسلحي الحزب عبر عرباتٍ مزوّدةٍ بالدوشكا في جميع قرى المنطقة وملاحقتهم للمارة خصوصاً بعد الضربة التركية على جبل قره تشوك .
وممّا زاد الطين بلّة المداهمات المستمرّة للشرطة العسكرية التي ينتمي جميع عناصرها إلى المكون العربي لأحياء المدن والقرى الريفية الكردية وحتى ضمن الحقول الزراعية بحثاً عن الشباب الخاضعين للسنّ المطلوب للخدمة الإلزامية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي.
مواطنة كردية من منطقة كركي لكي فضلت عدم ذكر اسمها تحدّثت ليكيتي ميديا قائلةً : ابني تجاوز 18 سنة وخوفاً من مداهمات المسلحين لسوقه إلى التجنيد الإجباري نضطرّ لإخفائه عن الأنظار ومضت عليه أكثر من سنة وهو يعيش منعزلاً عن وسطه الاجتماعي تفادياً للدوريات التي تجوب القرى بحثاً عن الشباب.
في سياق الموضوع ذاته تحدّث أيضاً لـيكيتي ميديا من ريف كركي لكي الناشطة الإغاثية هيفاء ” ر ” قائلةً : بحكم عملنا في المجال الإغاثي نتجوّل في كافة المناطق الكردية في المنطقة و أثناء إجراء الإحصائيات للعوائل الموجودة تشير كافة التقارير إلى أن الاشخاص الذين تتراوح أعماهم ما بين 18 الى 30 فئة الذكور نسبة 90% منهم خارج حدود الوطن حالياً وعند السؤال المطروح لذويهم يؤكد الجميع أن السبب في ذلك كونهم مطلوبين للخدمة لدى حزب الاتحاد الديمقراطي وأغلبهم كانوا طلاب لدى الجامعات الحكومية في سوريا.
يُشار إلى أن الواقع المفروض على كردستان سوريا في ظلّ حكم العسكر الحالي أدّى لانعكاساتٍ سلبيةٍ وخطيرةٍ على حياة الانسان فيها كما أدّى لتغيّرٍ ديمغرافي في بنية المجتمع الكردي بعد هجرة أبنائه نتيجة السياسة التي اتخذها pyd في المنطقة ناهيك عن المساس بأساسيات الحياة فيها من تعليم وصحة وواقع معيشي والخ .