أخبار - سورياشريط آخر الأخبار

النظام يتقدم على جبهة ريف درعا.. قتلى وجرحى وآلاف النازحين

Yekiti Media

ظهر أمس أن الوضع في الجنوب السوري مرشح إلى مزيد من الاشتعال، مع إصرار النظام على التصعيد العسكري، فيما تحدثت موسكو عن انشقاقات في صفوف فصائل منضوية في «الجيش السوري الحر».
 
وفيما أكدت منظمات مدنية وناشطون أن التصعيد تسبب في نزوح آلاف السوريين من المناطق التي تتعرض للقصف في درعا والقنيطرة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 8 من عناصر النظام وإصابة 20 آخرين، ليرتفع عدد ضحايا التصعيد العسكري الذي دخل يومه الخامس امس(السبت) إلى 44 قتيلاً بينهم 13 من القوات النظامية، و10 من مسلحي الفصائل و22 مدنياً.
 
وأوضح «المرصد» أن عمليات القصف والاستهدافات والاشتباكات، تشهد تصاعداً مستمراً في الريف الشمالي الشرقي لدرعا، حيث طاول القصف مناطق في كل من المسيفرة وبصر الحرير والحراك وناحتة، وسط قصف مدفعي وصاروخي متصاعد يطال أماكن في منطقة اللجاة، بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية استهدفت مناطق جدل والشياح ومسيكة وعاسم ومحيط منطقتي البستان والشومرة، مشيراً إلى أن قوات النظام تمكنت مع التقدم والسيطرة على قريتي البستان والشومرية. ولفت إلى أن الطائرات الحربية والمروحية استهدفت ريف درعا أمس بأكثر من 33 ضربة جوية.
 
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) التابعة للنظام «أن وحدات من الجيش واصلت ضرب بؤر وأوكار التنظيمات الإرهابية في منطقة اللجاة على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء في إطار حربها على الإرهاب». وأشارت «سانا» إلى أن «وحدات الجيش خاضت خلال الساعات القليلة الماضية اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين على محور قرى الشومرة والمدورة والعلالي في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي».
وأكدت «تحقيق تقدم على هذا المحور بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير عتادهم». لكن فصائل المعارضة السورية، أكدت إفشال محاولة لتقدم قوات النظام والميليشيات المساندة لها شرق درعاـ وقتلت أكثر من خمسة عناصر على محور الدلافة وحران في الريف الشرقي للمدينة.
ولم ينف قائد فصيل «جيش أحرار العشائر» راكان الخضير (أبو حاتم)، تقدم قوات الأسد، لكنه قال إن «اشتباكات عنيفة تدور في تلك القرى، وتحاول الفصائل استعادة ما خسرته». وأضاف: أن «طول خط عمليات قوات النظام يبلغ 40 كيلومترًا من قرى سكاكا جنوبًا إلى الشومرة في الشمال، وحاولت في الساعات الماضية اقتحام مسيكة لكنها لم تحرز أي تقدم فيها».
وزاد: «تتركز المواجهات حاليًا في الشومرة والشياح العلالي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من مواقع قوات الأسد المتمركزة في محافظة السويداء».
 
وأشارت «سانا» أن «التنظيمات الإرهابية» في ريف درعا الشرقي استهدفت بقذائف الهاون قرية حران في ريف السويداء الغربي. وذكرت أن 3 قذائف هاون عيار 120 مم مصدرها الإرهابيون في بصر الحرير ومحيطها بريف درعا الشرقي سقطت في قرية حران بالريف الغربي ما ألحق أضراراً مادية كبيرة بمنزلين من دون وقوع إصابات بين المدنيين.
 
ودخلت موسكو أمس على الخط، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن «الجيش السوري تمكن من صد هجوم شنه نحو ألف مسلح من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مساء الجمعة على مواقعه في منطقة وقف التصعيد جنوب سورية». وأضافت: «شن أكثر من 1000 مسلح من «النصرة» هجوماً مساء الجمعة على موقع الفرقة التاسعة للجيش السوري في محيط قريتي داما ودير داما». وذكرت أن «الهجوم أسفر عن مقتل 5 جنود من الجيش السوري وإصابة 19 آخرين، فضلاً عن تضرر مدنيين جراء القذائف التي أطلقها المسلحون على القرى في ريف السويداء». وتحدثت الوزارة عن إعلان قياديين في «الجيش الحر»، انضمامهم إلى القوات الحكومية لصد هجمات مسلحي «النصرة» على مواقعهم في الجنوب السوري. وأضافت: أن «الجيش السوري تمكن مع فصائل من (الحر) من وقف هجمات «النصرة» على عدة محاور في قرى وبلدات في الجنوب السوري.
 
موجة نزوح
 
إلى ذلك، تسبب التصعيد العسكري في نزول أكثر من ثلاثة آلاف عائلة من قرى وبلدات ريف درعا الشرقي. وفق ما أفادت إحصائية لحركات النزوح أمس تداولها ناشطون، وتوزعت من بلدات معربة، غصم، خربا، المسيفرة، أم المياذن، الطيبة، صيدا، السهوة، نصيب، الجيزة، الغارية الشرقية، والمتاعية. وأوضح رئيس «المجلس المحلي في تل شهاب» يوسف محمود الحشيش، أن مناطق الريف الشرقي لدرعا تشهد نزوحًا كبيرًا جراء القصف المستمر، ويقصد الأهالي المناطق الأقل قصفًا في الريف الغربي. وقال: «إن قسمًا من النازحين قصدوا المدارس وبعض بيوت المدنيين، والقسم الأكبر منهم لا يزال تحت الأشجار يطالبون بخيم للإيواء، دون أن يتلقوا أي مساعدة من قبل المنظمات».
 
وقال «مركز الدفاع المدني» في منطقة اللجاة إن عشرة آلاف مدني نزحوا من اللجاة في الأيام الأربعة الماضية، وثمانية آلاف مدني من مدينة بصر الحرير، إلى جانب 12 ألف مدني من بلدة ناحتة.
 
ووصف المركز الوضع الإنساني في ريف درعا الشرقي بـ»السيء»، مشيرًا إلى أن الأهالي لا يجدون الماء بسبب القصف المكثف على الأحياء السكنية.
 
وزار أمس وفد روسي مدينة السويداء، التي يسيطر على أغلبها النظام، واجتمع بشكل مغلق مع مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، وناقشوا مستقبل المحافظة. وذكرت شبكة «السويداء 24»، أن الاجتماع عقد في مبنى محافظة السويداء بين مسؤولين روس وقيادات أمنية عالية المستوى، بحضور مشيخة عقل الدروز ووجهاء من المنطقة.
 
وقالت نقلًا عن مصادرها إن الاجتماع كان لمناقشة الأوضاع الداخلية في السويداء، وتطرق للجهات المسلحة الفاعلة على الأرض من الفصائل المحلية، بالإضافة لبحث في أوضاع الريف الغربي وحماية المدنيين.
 
وأضافت المصادر أن الروس تحدثوا في تصورهم عن وجود منظمات «إرهابية» في المحافظة، وعن الحلول الأمنية الممكن اتخاذها أو عقد المصالحات في المنطقة.
الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى