آراء

ظاهرة الانتحار.. تعالوا نقرع الأجراس

منى عبدي

باتت ظاهرة الانتحار منتشرة، بشكلٍ واسع، في الفترة الأخيرة، وهي تؤدّي إلى الموت عمداً ،وخاصةً لدى الفئة الشبابية، وفي فترة المراهقة ، هذه الوسيلة المحرّمة شرعاً يلجأ إليها الكثيرون، للتخلص من اضطرابات نفسية، أو من كدر الحياة ، أو لظروفٍ معيشية صعبة. فالوضع الاقتصادي الصعب يشكّل ضعطاً على الناس، وخاصةً في ظروفنا الحالية، أو ربّما في ظلّ علاقات عائلية مضطربة، وفرض الكثير من العادات والتمسك بها .كلّ هذا يتراكم في الأنفس، ويضعفها، ليقع هؤلاء الضحايا فريسةً للانتحار .

عندما تنبت بذرة في قناعة الشخص بأنّ التخلص من تبعات الحياة ومشقتها يتمّ عبر الانتحار فبهذه الحالة تزيد وتيرة خطوات الموت عند الشباب .

أيضاً الأسرة هي المسؤولة الأكبر عن اكتساب العادات، وتكوين الذات لدى الشباب، وعليها تقع مهمة بناء أفكارهم ، أيضاًو للمنشأ دور مهم لزرع بيئة صالحة في عقليتهم لأنّ البيئة السيئة تنعكس عليهم مستقبلاً .

وللعنف أيضاً تأثير سلبي، وخاصةً فيما يتعلّق بالمشاكل الأسرية التي تؤدّي إلى ضغوطاتٍ نفسية للوصول إلى الانتحار، ليتخلّص ضعاف النفوس من ضغوطاتهم.

الصدمات المؤلمة وخاصةً في زمن الحروب غالباً ماتترك في النفوس أثراً كبيراً، يتغلغل إلى الأعماق ليتمادى، ويصل إلى الحلقة الأخيرة، والموت المحتوم ، كما نعلم أنّ الخوف أيضاً له دور إيجابي في عملية الانتحار، فعلى سبيل المثال الفشل الدراسي أو فقدان الأحبة، و المشاكل العائلية، أو الخسارة المالية كلّها أسباب تؤدّي لذلك في ظلّ انعدام الوعي وتوافر بيئة الانهيار والهزيمة… الخ …

فعدم القدرة على التحمل في هذه الحالات، وهيمنة المشاعر السلبية دون أمل الشفاء مما هم فيه، أو حتى التفكير لمعالجة الأمر، يزيد من وتيرة المخاطرة ، لكي لاننسى الانعزال الاجتماعي عن الأصدقاء، والاحبة حتى غياب أقرب الناس، يشعر الضحية بالوحدة، فيسلك سلوكاً طائشاً ومتهوّراً، فتحدث لديه تقلبات المزاج والرغبة في الموت لأنه يشعر بالاختناق، وإنه عبء على أهله، أو على الآخرين،عندما يكون النقاش معدوماً، ورغبة الانتقام قوية .

تتنوّع المشاكل والخلافات، وانطباع الثقافات بين منطقةٍ وأخرى، لكن النتيجة تكون واحدة وهي الانتحار الذي يفتح طريق الموت للشباب والمراهقين .

هنا الأسلوب هو سيد الحاكمين، إذا تحاورت كلّ الأسرة على التفاهم لإيجاد حلّ لأي مشكلة معينة أو حوار مع الشباب والاستماع إليهم دون اللجوء إلى العنف والغضب، بأسلوبٍ قائم على أسس حكيمة تقضي بحلولٍ ترضي الطرفين .

قدرة المجتمع في حلّ المشاكل في هذه الظاهرة تكون من خلال مساعدة المرء لتطوير نفسه ، ووضع الحلول الأنسب، قبل وقوع الحالة المتأزمة والتعامل مع المواقف المختلفة وتجديد العلاقات لتقوية شخصياتهم، لذلك في حالة وقوع أية مشكلة نجد الحلّ بسهولةٍ ونكون قد أنقذنا النفوس من المراحل التي تؤدّي إلى الانتحار .

 

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “299”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى