عبدالله كدو، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في حوار مع يكيتي
– الائتلاف الوطني السوري المعترَف به رسمياً من “الأمم المتحدة ” فمازال متمتعاً، أيضاً بالشرعية الثورية .
– القضية السورية بانتظار خرق ما، يتعلّق بتوافق أمريكي روسي، خاضع لاعتبارات وقضايا كثيرة،
-المجلس الوطني الكردي كان خياره الطبيعي هو البقاء مع الشعب السوري الذي انتفض ضد النظام لتحقيق انتقالٍ سياسي نحو سوريا ديمقراطية تعددية .
– الائتلاف كمؤسسة سياسية يسعى باستمرار لمعالجة الخلل و يستنكر الانتهاكات الحاصلة في المناطق الكُرديةو كذلك في إعزاز والباب وجرابلس وغيرها …
– معظم الدول التي تهمّ تركيا تسوّغ لتركيا مخاوفها ؛ و بالتالي إجراءاتها على حدودها الجنوبية المطلّة على المناطق التي يديرها pyd و قسد .
وفيما يلي نص الحوار :
س١-
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نال اعتراف أكثر من 120 دولةً لدى انطلاقته، هل لازال الائتلاف يتمتّع بتلك الشعبية والشرعية الدولية، أم أنه بات إطاراً كباقي منصات المعارضة السورية؟.
ج١- تعرفون أنّ الشعوب المتذمّرة من أنظمتها القمعية، في دول ربيع الثورات العربية، لم تتمكّن من تغييرها بالاعتماد على قواها الذاتية، لِما تمتلك تلك الأنظمة من علاقات وأدوات و وسائل قمعية، وعليه فإنّ الشعب السوري، الذي انتفض سلمياً ضد النظام، حظي في بداية الثورة بدعمٍ وتأييد إعلامي وسياسي على المستوى الدولي والإقليمي الذي بلغ درجة المطالبة “الإعلامية” برحيل رأس النظام ، إلا أنّ النظام الذي استخدم الحلّ الأمني والعسكري المفرط، واستخدم صنوف الأسلحة، ومنها الكيماوية، ضد المنتفضين ، لأكثر من مرة، لم يلقَ الردّ العملي اللازم، من قبل المجتمع الدولي، لوقف جرائمه على الأرض، أما الائتلاف الوطني السوري المعترَف به رسمياً من “الأمم المتحدة ” فمازال متمتعاً، أيضاً بالشرعية الثورية، حاملاً الشعارات التي رفعها المتظاهرون على امتداد بقاع سوريا.
س٢- الأزمة السورية مرّت بعدة مراحل ومنعطفات، وتنوّعت منصات المعارضة ومصادر قرارها…برأيكم ماهي العوامل والمحددات التي جعلت الأزمة السورية تراوح مكانها في محطاتها الأممية ؟.
ج٢- بعد التدخل العسكري الروسي في نهاية عام 2015 إلى جانب الإيراني لإنقاذ النظام من السقوط، تُركت القضية السورية أسيرة للفيتو الروسي في أروقة مجلس الأمن الدولي حتى يومنا هذا، بانتظار خرق ما، يتعلّق بتوافق أمريكي روسي، خاضع لاعتبارات وقضايا كثيرة، وربما موزعة في أكثر من دولة، على شكل مقايضة، الأمر الذي ربما سيخضع لنتائج الأزمة التي تسبّبتها الحرب الروسية على أوكرانيا، ذلك في ظلّ ضعف الحضور العربي والإسلامي إزاء القضية السورية، هذا على صعيد الظروف الموضوعية، أما في المجال الذاتي فهناك أصوات كثيرة من داخل القوى السياسية و من المجتمع المدني السوري تقول كان على الائتلاف أن يوجّه خطاباً سياسياً وطنياً واضحاً معتدلاً، يلامس حالة جميع السوريين أفراداً وجماعات، لزرع الثقة و الطمأنينة لدى الجميع، إضافةً إلى خلق حوكمة رشيدة في المناطق التي تديرها حكومة الائتلاف، أفضل من تلك لدى السلطات الأخرى في البلاد .
س٣- المجلس الوطني الكُردي في سوريا، تجمعه وثيقة مع الائتلاف الوطني السوري، تعتبر جيدة، لكن العبرة في التطبيق.
كيف تقيّمون العلاقة بين المجلس الوطني الكُردي والائتلاف ؟ .
ج٣- المجلس الوطني الكُردي الذي يحمل تجربة أكثر من ستة عقودٍ من النضال ضد استبداد الحكومات المتعاقبة التي طالما عملت على حرمان الشعب الكُردي من حقوقه القومية، ومارست بحقه مختلف سياسات التمييز العنصرية، لتعريب الكُرد وإصهارهم في البوتقة العربية، انطلاقاً من نهجٍ شوفيني قائم على اختلاق العراقيل أمام النضال الديمقراطي للشعب السوري، الذي يهدف لإنهاء احتكار السلطة والثروة ، هذا المجلس كان خياره الطبيعي هو البقاء مع الشعب السوري الذي انتفض ضد النظام لتحقيق انتقالٍ سياسي نحو سوريا ديمقراطية تعددية لا مكان للديكتاتورية والاضطهاد فيها… و باختصار، فالائتلاف الوطني السوري الذي تبنّى خطاب و مطالب الثورة السورية، يجمع في صفوفه مختلف المكونات القومية والدينية و غيرها من مكونات الشعب السوري، يؤمن بحقوق الشعب الكُردي وخصوصياته القومية، إلى جانب تلك لمختلف مكونات الشعب السوري.
س٤- ممارسات بعض الفصائل المسلحة التابعة للائتلاف والمدعومة من تركيا في كلٍّ من عفرين وسري كانييه وتل أبيض، والانتهاكات التي تمارَس بحقّ المدنيين في تلك المناطق ، تشكّل ضغطاً كبيراً على المجلس الوطني الكُردي وممثليه في الائتلاف، كون هذه الفصائل تابعة للائتلاف.
– كيف تتابعون وتقيّمون هذه الانتهاكات وما دور الائتلاف فيها ؟
ج ٤- الفصائل المسلحة التي تشكّل الجيش الوطني السوري الذي له خمسة عشر ممثلاً في الائتلاف، لم تحقّق تلك الحالة النموذجية للجيوش النظامية، حيث لم تتعزّز بعد الحالة المؤسسية، مثل مركزية القرار والتدريب و التسلسل الهرمي و إلخ، و عليه هناك حالات من الانتهاكات في عفرين و سري كانييه / رأس العين و تل أبيض ، و ما زال المهجّرون من الذين يرغبون في العودة إليها تواجههم عراقيل و يعانون صعوبات كثيرة،حين تعود أعداد غير كبيرة منها إلى منازلها، إلا أنّ الائتلاف كمؤسسة سياسية يسعى باستمرار لمعالجة الخلل و يستنكر الانتهاكات الحاصلة في المناطق الكُرديةو كذلك في إعزاز والباب وجرابلس وغيرها … و هناك حالات كثيرة من إعادة الحقوق لأصحابها، و أعتقد أنّ نسبة حصول الانتهاكات في تضاؤل واضح.
س ٥ – التهديدات التركية للشمال السوري والمناطق الكُردية لم تتوقّف بسبب تواجد وتحكم منظومة العمال الكُردستاني في تلك المناطق ، وفي الفترة الأخيرة أخذت هذه التهديدات منحىً آخر بقصفٍ جوي تركي ولأهداف محددة…برأيكم هل
ستكون هناك تطورات ميدانية أكثر خطورةً كالتدخل برياً ؟ أم هي رسائل محدودة تتعلّق بمسألة الانتخابات التركية المقبلة ؟ بمعنى ما الذي تريده تركيا تحديداً ؟..
ج٥: ليس بخافٍ على أحد بأنّ الحكومات التركية المتعاقبة، منذ الثمانينيات، تعتبر حزب العمال الكُردستاني pkk عدواً لها، و الأمر يسري على جميع المنظمات التي تدور في فلك pkkومنها pyd و قسد ypg و ملحقاتها، و تركيا التي تتمتّع بحظوةٍ لافتة لدى كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا لأسباب لا مجال لذكرها هنا، يساعدها إدراج pkk في قائمة المنظمات الإرهابية لدى عددٍ كبير من عواصم القرار ،وعليه فإنّ معظم الدول التي تهمّ تركيا تسوّغ لتركيا مخاوفها ؛ و بالتالي إجراءاتها على حدودها الجنوبية المطلّة على المناطق التي يديرها pyd و قسد، إضافةً إلى عدم اعتراض الداخل التركي على توجيه السلاح التركي نحو الحدود الجنوبية، و هنا يصل السؤال المطروح حول الحل، والاعتقاد السائد هو أنّ تركيا ماضية في هجماتها إلى أن يقوم كلٌّ من الروس والأمريكان بطمأنة تركيا و تنفيذ الاتفاقات التي وقعت بين كلٍّ منهما و الحكومة التركية في الشهر العاشر من عام 2019.. التي استطاعت أن توقف العملية العسكرية التركية حينذاك، الأمر الذي يجنّب المنطقة من تبعات النزاع مابين المنظومة الموالية للعمال الكُردستاني التركي و الحكومة التركية.
تم نشر الحوار في جريدة يكيتي / عدد 304