مصطفى بالي يستهزئ بعقول شعبنا
د. محمد جمعان
بعد الهجوم غير المبرّر من قبل ما يسمّى ( جوانن شورشكر ) التابعة لحزب ب ك ك على الشريان الوحيد ( سيمالكا ) ، الذي يربط كُردستان سوريا مع إقليم كُردستان العراق الفيدرالي والذي يُعتبر معبراً إنسانياً في ظلّ الوضع المتأزّم والمحاصَر الذي تعاني منه سوريا، نتيجة تبعات الأزمة التي ألقت بثقلها على كاهل الشعب .
في هذا الوقت خرج لنا القائد العسكري الغارق حتى أذنيه بنظرية الأمة الديموقراطية و أخوة الشعوب، ما عدا الأخوة مع الكُرد( مصطفى بالي) بمقالةٍ معنونة ب( شريان الحياة )..
مقالة مليئة بتزوير الحقائق والتهجّم على إقليم كُردستان ومكتسبات شعبه و نسوره من البيشمركة وقادته، و هو يستهزئ ، لابل يستهتر بعقول الناس و بالأخصّ الأمهات الكُرديات ، تلك الامهات اللواتي تريد منهنّ منظومةٌ ترسيخ ثقافةٍ بعيدة كلّ البعد عن القيم الأخلاقية والسياسية،وحتى المجتمعية بأن يكرّسوا أولادهنّ كضحايا لمغامراتهم ، و يجبرون الأمهات المغلوبات على أمرهنّ على أن يفتخروا بأنّ أولادهنّ ماتوا أو قُتلوا أو استشهدوا ، ولكنّ تلك المسكينة لا حول و لا قوة لها و لا يُسمح لها في نظامهم الاستبدادي إلا أن تقول إنّ ابنها ” قربانا سروكه…” و ليس شهيداً للكُرد و كُردستان.
يطلب من الجميع المقاومة. ” المقاومة حياة”
أية مقاومة و ضد مَن ؟
انظروا كيف يستهزئ بالي و يصف البيشمركة بأنهم مرتزقة
” لا يحملون سوى فوهات البنادق التي ما وُجِّهت يوماً إلا لتهديد أو ابتزاز الأمهات الكُرديات سواءً في شنكال أو روج آفا ” تلك الفوهات الخرساء أصلاً أمام آهات عفرين وسري كانييه.
و يصف هجوم هؤلاء السذّج والهمج من شبيبة الثورة -( جوانن شورشكر )بمسيرة الأمهات و مطالبتهنّ بجنازات أبنائهنّ من كُردستان ، ويقول بالي: إنّ الأمهات ذهبن لأجل المطالبة من ( الأشقّاء)، بجنازات أولادهن !
و السؤال المهم :
منذ متى تجرّأت الأمهات الكُرديات في كردستان سوريا بالمطالبة منكم بجنازات بناتهنّ و أولادهنّ ؟
إلى متى ستلعبون على عقول البعض ، و تحاولوا أن تغيّروا الصورة الحقيقية و الفيديوهات المنتشرة في الإعلام بأنّ الهجوم على سيمالكا كان من قبل الأمهات ؟ ولماذا تقمعون الأم الكُردية حين تطالب بعودة طفلها أو طفلتها المختطَفة من قِبل هذه العصابة ؟
بالتأكيد إنّ كل كُردي غيور حريص على وحدة الصف الكُردي و بقاء المعبر الوحيد مفتوحاً للمساعدات الإنسانية و زيارات الأهل ، ولاستقبال الجنازات من كلّ أنحاء العالم.
نسي هذا أو يستغبي عقولَ الناس( خاصةً أتباعه ) بأنّ منظومة PKK هي الوحيدة ليست فقط في المنطقة وحسب، وإنما حسب العالم كله ،فهم لا يسمحون للأمهات من أنصارهم أن يروا أبنائهم أحياء أوجثامينهم أوحتى قبورهم ، وأين دُفنوا ؟ ومتى و على يد من قُتلوا ،و بأيّ ذنبٍ قُتلوا ؟
وهل يتجرّأ أحدٌ من أهالي ضحاياكم أن يسألكم هذه الأسئلة؟
يقول هذا القائد العسكري المغوار بأنّ الأمهات هجمن على المسلحين في الطرف الآخر،هكذا يسمّي البيشمركة، ولكن
في الصور و الڤيديوهات لم نرَ أمّاً هاجمت على سيمالكا ، لا، بل كانوا شباباً و شعاراتهم كانت شعارات ب ك ك : لا حياة بدون القائد ، الموت للخيانة ، أنت خائن يا مسعود و الخ …
بالإضافة الى أعلام ب ك ك ، فعلى مَن تضحكون…؟!!
شيء و حيد استطعتم النجاح فيه هو العمل ليلاً و نهاراً ، لغسل عقول البعض من ضعاف النفوس من شعبنا لتحضيرهم للعمل على الإضرار بالقضية الكُردية و نخرها من الداخل لتحقيق المآرب التي فشل فيها كلّ الأعداء ، و لكن أنتم استطعم حفر شرخٍ كبير في المجتمع الكُردي المغلوب على أمره من الأعداء و مصالح الدول الكبيرة.
الكُرد يعملون عموماً لايجاد الحل العادل لقضيتهم كبقية شعوب العالم ، هذه المنظومة تأسّست لأداء أدوار وظيفية خدمةً لأجنداتكم ،والتي لاتمتّ بصِلةٌ بقضية شعبنا ، بل بالعكس إنهاء وتشويه قضية الشعب الكُردي العادلة ، و يعلم كلّ كُردي مخلص بأنّ منظومة ب ك ك تغلق شريان الحياة للكُرد .
و يستهزئ القائد بالي و يقول: كأنّ إغلاق سيمالكا هو إنهاء الحياة ؟ بالله عليكم و هل يدلّ هذا على كلام مسؤولٍ تؤلمه أوجاع الناس و جوعهم، و يهمّه أنه حريص على بقاء فتح المعبر الوحيد من طرف الكُرد ، لا ننسى أنه يستهزئ من الشقيق الكُردي حينما يضع كلمة ( الإقليم الشقيق ) بين قوسين.
على ماذا يدلّ إصدار ثلاثة مواقف بعد الهجوم على سيمالكا:
– تصريح من مظلوم عبدي بان هذا الهجوم حصل من قبل أناس لا يفهمون المسؤولية و غير منضبطين و لا بدّ من محاسبتهم .
– تصريح من البعض من مسؤولي الادارة بأنّ هؤلاء هم جماعة منشقّة من ” شبيبة الثورة” أي أنّ المهاجمين هم جماعة جديدة ليس لهم أية علاقة بشبابهم ( حيث إنّ شبابهم يعملون بكلّ عقلانية و ضمن إطار القانون)!
– و هناك طرف آخر بمثله القائد العسكري مصطفى بالي و يقول: إنّ هذا الهجوم حصل من قبل أمهات الشهداء!
– و السؤال المطروح : على ماذا تدلّ هذه التصريحات المختلفة ؟ هل هي خلافات داخلية ( و للعلم هذا ليس مسموحاً به و لا أحد يتجرّأ من هذه المنظومة أن يبدي رأيه المختلف )، أم للتشويش و اللعب على حبال كثيرة.و لازالت المصطلحات ” المقاومة حياة و ما شابه ” يقتاد منها الكثير ضمن هذه المنظومة…
لا بدّ من القول إنّ الكثير من أمهاتنا قد أصبحن شرايين لقرابينكم ، لمعارككم الخاسرة ، فالتاريخ يسجّل، ولن يرحمكم على ممارساتكم الإرهابية بحقّ شعبنا.