آراء

ممارسات ب ي د تزيد من مآسي شعبنا ( التعليم المؤدلج نموذجاً).

مصطفى بكر

مهما كتبنا وقلنا ونَظَّرْنا ، لا يمكننا تقدير قيمة العلم ونبل السعي من أجل الحصول عليه.

جميع الفلاسفة والمفكّرين والمرشدين ، حَضُّوا على العلم وقدسية التعلم ؛ والأمثلة كثيرة لا تكاد تحصى … ؛ أولها قول الحكيم زرادشت : ( Ma kesên zana û kesên ne zan , weke hevin ) أي هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ! ؟ .
وآخرها قول أحد فقهاء علم القانون : ( افتح مدرسة ، تغلق سجناً ) .

لسنا الآن بصدد مناقشةبنود قرارات الأمم المتحدة ، الداعية جميعها إلى حقّ كلّ الأمم في التعلم بلغاتها الأم ، فالقرارات واضحة والأهداف جِدُ بديهية ؛ ولكننا بصدد مناقشة الوضع التعليمي في مناطق حكم ( الإدارة الذاتية ).

١ – فرض مناهج باللغة الكُردية وبأدلجة معينة حصراً ، كأمرٍ واقع ومن طرفٍ واحد ، غير قانوني البتة.

٢ – إستثناء بعض المناطق من التدريس بمناهج الإدارة الذاتية ، جاء إما تحت ضغوط الإحتجاجات الشعبية أو لأسباب جيو – سياسية بحتة .
٣ – الشيئ المخزي الأكثر إيلاماً هو أنّ أغلب قيادات الإدارة الذاتية ، لا تثق بمنهاجها التعليمي بل ترسل أولادها إلى مؤسسات النظام التعليمية .
٤ – لقد كانت ولا تزال الحركة الوطنية الكُردية منذ نشأتها وإلى الآن ، تدعو إلى ضرورة التعليم الرسمي في المناطق الكُردية بلغة أهلها ؛ لكن ما يتردّد حالياً على ألسنة ( خطباء ) الإدارة الذاتية المدّعية بأنّ أحزاب الحركة يمنعون التعلم باللغة الأم ، ما هو سوى ( ديماغوجيا ) إعلامية ليس إلاّ .
٥ – ليس الناس ضد التعليم باللغة الكُردية ، بل هم مصمّمون على شيئين :
ا – ضرورة حصول الإدارة على اعتراف منظمات اليونيسكو واليونيسيف ، بتلك المناهج التربوية ؛ فما نفع شهادات لا يعترف بها العالم أجمع … ! ؟ ..
٢ – ينبغي على أي منهاج دراسي كان ، أن يخلو من أية أدلجة كانت …
٦ – أعتقد … – كحل وسط مرحلي – أن يُترك الخيار الحر للطلاب ، بدراسة منهاج الإدارة أو منهاج النظام
١ – إما في المعاهد التعليمية المختصة التي ينبغي الموافقة على تراخيصها
٢ – وإما في بيوت الأساتذة المعلمين أو في بيوت الطلاب .
يتوجّب على جميع أحزاب الحركة الوطنية الكُردية ، وعلى جميع منظمات المجتمع المدني في كُردستان سوريا ، دعم ومساندة النشاطات السلمية لطلبتنا ، الداعية لضمان حق إختيار المنهاج الدراسي الحكومي أو منهاج الإدارة الذاتية ؛ أو على الأقل عدم تبريرها لعدم مشاركتها في الدعم بقول :
( لا ينبغي تسييس الإعتصامات ) .
أتساءل … :
من أجل ماذا تشكّلت الأحزاب والمنظمات المدنية … !؟ .
أم أنّ الموضوع صغير … صغير جداً … ، لا يستأهل المجازفة … ! ؟ .

المقالة تم نشرها في جريدة يكيتي بعدد 290

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى