مجدل دلي: قصف أربيل بشكلٍ متكرّرٍ “نظراً” لاحتضانها المشروع القومي الكُـردستاني
Yekiti Media
تكرّرت في الآونة الأخيرة الهجمات الصاروخية على مطار هولير/اربيل، و كان آخرها يوم الأربعاء الماضي، وحملت تلك الهجمات رسائل عديدة، منها إلى الإقليم، وأخرى: تصفية حسابات بين أطراف أخرى على أرض كُردستان.
وقال عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، مجدل دلي، في لقاءٍ مع يكيتي ميديا :إنّ بعض الميليشيات الشيعية المنفلتة، والتي تأتمر بأوامر دول إقليمية ،تعتبر إقليم كُردستان العراق وعاصمتها هولير/أربيل مكاناً لاختبار و خلق توتّرات في المنطقة ، هدفها اختبار جدية دول التحالف ومدى عنايتها و اهتمامها بهذه البقعة الجغرافية، ففي غضون شهرين يتمّ قصف مطار هولير ومحيطها من قبل هذه الميليشيات، وكأنّ العنوان الأبرز الذي يريدون من خلال هذا العمل الإرهابي إرسال رسائلهم إنه لن نسمح بحصول توافق عراقي- كُردستاني وعلى المنطقة أن تبقى ملتهبة.
ولفت دلي إلى أنّ دولة العراق باتت تابعة لإيران، والتي تتحكّم بكلّ شاردةٍ وواردةٍ لديها من الأوراق الكثير لجرّ الدول المعنية بالملف العراقي إلى طاولة الحوار وحسب شروطها ، ومن المعلوم بعد مجيء الرئيس الأمريكي ترامب وإلغائه الاتفاقية النووية مع إيران من طرفٍ واحد، بل وأكثر من ذلك قام بفرض حزمٍ من العقوبات القاسية عليها وخاصةً الحرس الثوري الإيراني والتي توّجت باغتيال قائدها قاسم السليماني أثناء خروجه من مطار بغداد، لكلّ هذه الأسباب وأسباب أخرى ما كانت لتهدأ دولة مارقة مثل إيران بسهولة دون إحداث بلبلة وكوارث في المنطقة، والغاية من أعمالها جرّ الدول المتنفّذة في الملفين السوري والعراقي وفرض أجنداتها ومصالحها على هذه الدول.
وتابع دلي قائلاً: في الحقيقة ما كانت إيران لتستطيع أن تتجرّأ على مراكز قوات التحالف في مطار هولير ومحيطها؛ لو رأت أنّ الملفين السوري والعراقي يأخذان أولويات هذه الدول بالدرجة الأولى في سياسات تلك الدول ، والتي غالباً ما تميل إلى إدارة الأزمات في هذه المنطقة بدلاً من معالجتها جذرياً ووضع خططٍ وحلولٍ ناجحة لإخراج هذه المنطقة وبالأخص سوريا والعراق من وضعها الحالي، فالمجموعات الإرهابية المنتشرة في العراق بكافة مسمياتهم أصبحت الورقة الرابحة في يد إيران، ومن خلالها تستطيع أن تبتزّ كل دول المنطقة ابتداءً من السعودية ودول الخليج وانتهاءً بتركيا وروسيا الدولتين النافذتين في الملف السوري والتي تتقاطع مصالحهما في إضعاف إيران، وبالتالي إخراجها من سوريا وكذلك ضعف الأداء الأمريكي وتقليص دوره في سوريا من خلال ملف مكافحة تنظيم داعش الإرهابي وترك الساحة السورية لهذه الدول واكتفائها بأداء دورٍ هزيل في شرق الفرات وتعاملها مع أبناء المنطقة فقط من خلال علاقاتهم مع قوات سوريا الديمقراطية، كلّ هذا جعل إيران وبالأوراق التي تمتلكها من خلال تحكّمها بهذه المجاميع المسلحة أن توجّه بوصلة المنطقة كيفما أرادت وفي الحقيقة لن يكون ترويض إيران ومجموعاتها الإرهابية بالأمر الهيّن إذا بقيت السياسة الأمريكية مترنّحة بهذا الشكل والأداء الضعيف ولعلّ الضعف الذي تعاني منه الحكومات العراقية المتعاقبة جعل من إيران سيدة المنطقة وبالتالي تقوية شوكة أدواتها في المنطقة .
وبخصوص تحديد المهاجمين لعاصمة إقليم كُـردستان تحديداً؟، أوضح دلي أنّ هذا السؤال ليس من الصعوبة العثور على جوابه بالنظر إلى مشروع الحزب الديمقراطي الكُردستاني – العراق وسياسة الرئيس مسعود بارزاني الهادئة في حمل لواء المشروع القومي الكُردي وقيادته، فهذه السياسية لاقت نجاحاً سياسياً لدى القوى العظمى، وبالتالي استهداف هولير هو استهداف للمشروع الذي يقوده الرئيس بارزاني وكذلك اختبار لجدية دول التحالف في هذه المنطقة الملتهبة والمبتلية بالإرهاب وأدواته .