عامودا.. ارتفاع تكاليف صيانة الحصادات تزيد من معاناة المزارعين
مع اقتراب موعد حصاد الموسم الزراعي لهذا العام بدأ المزارعون وأصحاب الحصّادات في منطقة عامودا بصيانة وتجهيز الحصّادات والآليات التي تكون متوقّفة طيلة فترة فصول الخريف والشتاء والربيع، واستبدال القطع القديمة التالفة بقطع جديدة
ففي هذا الشهر من كلّ سنةٍ يبدأ أصحاب الحصادات بعمليات الصيانة لحصاداتهم، والتي تستمرّ لمدة شهرٍ تقريباً استعداداً للموسم الجديد
كما أنّه أثناء عملية الصيانة يحتاج أصحاب تلك الحصّادات إلى تفكيك جميع قطع الحصادة وفحصها وتغيير القطع التي أصبحت غير صالحة للعمل عليها من جديد وذلك حفاظاً على جودة عمل تلك الحصّادات في العمل خلال الموسم
وقد بادر أصحاب الحصّادات الزراعية إلى البدء بإجراء الصيانة الدورية السنوية لحصّاداتهم من أجل استقبال موسم الحصاد الذي من المتوقع أن يبدأ في النصف الثاني من شهر أيار بحصاد العدس والشعير وانتهاءً بحصاد القمح
لكنّ أصحاب الحصّادات هذا الموسم يواجهون عقباتٍ كثيرة من نواحي مختلفة، تتجلّى بارتفاع أسعار قطع التبديل وفقدان اليد العاملة إضافةً إلى نقص مادة المازوت وارتفاع أسعارها أيضاً وهذا ما جعل أغلب أصحاب تلك الحصّادات في حيرةٍ من أمرهم.
السيد سعيد صاحب حصّادة من ريف عامودا تحدّث ليكيتي ميديا قائلاً: نعاني هذه السنة من ارتفاع أسعار قطع التبديل فهي مرتفعة جداً مقارنةً مع السنوات الماضية، فمثلاً سعر القشاط العريض الذي كنا نشتريه ب 14000 أصبح الآن ب 140$، كما أنّ بعض القطع غير متوفرة وذلك نتيجة إغلاق معبر سيمالكا الحدودي
مضيفاً: إنّ بعض أصحاب الحصّادات يعانون من مشكلة نقص الأيدي العاملة، إذ لا يوجد عمال في المنطقة وذلك نتيجة الهجرة وانخفاض نسبة الشباب بالإضافة إلى أنّ الموسم الزراعي لهذه السنة أيضاً غير مبشّرٍ.
وتكون عملية الصيانة والتصليح متفاوتة التكلفة ومقترنة بمدى لزوم استبدال القطع، وقد تصل تكلفة التصليح إلى 3000$ تقريباً.
ويشكِّل ارتفاع أسعار الدولار وعدم توفّر قطع التبديل للحصّادات مشكلةً كبيرة لأصحاب هذه الحصّادات بالإضافة للرسوم الجمركية العالية التي تساهم في ارتفاع أسعارها
وأكّد صاحب أحد المحلات بيع قطع تبديل الحصّادات في مدينة عامودا أنهم على علمٍ بأنّ أغلب أصحاب الحصّادات يشتكون من ارتفاع أسعار القطع وعدم توافر البعض منها، ولكن ليس طمعاً منهم فقد يتمّ تأمين تلك القطع بالاستيراد ويتمّ شراؤها بالدولار والدولار مقابل الليرة السورية في ارتفاعٍ يومي هذا وبالإضافة أنه عند إدخال البضاعة نضطرّ لدفع مبالغ إضافية للجمارك والأجور ممّا يؤدّي الى ارتفاع الأسعار.
يعتمد نسبةٌ كبيرة من أهالي كُردستان سوريا على الموسم الزراعي السنوي في دخلهم، وقد يكون المصدر الوحيد لدى البعض منهم الذين ينتظرون الموسم بفارغ الصبر ليستطيعوا تأمين دخلهم الذي يساعدهم على تحمل تكاليف حياتهم اليومية طيلة العام.