الطريق الى استقلال كردستان صار اقصر واسرع واضمن.
عبدالغني علي يحيى
أعرب الرئيس مسعود بارزاني مرارا سيما في الأونة الأخيرة عن النية في اجراء استفتاء على استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية واثر كل دعوة منه الى الاستقلال فان النفوس تشحن بالثقة والمال في ان تتحقق دعوته في اسرع وقت ويتحرر الشعب الكردي من جحيم وكابوس ومحرقة اسمه العراق. ولقد دفعت دعواته الاستقلالية الى بروز خطوات داخلية كردستانية تمهد لأنجاز الاستقلال والسيادة لكردستان الحلم المشروع الذي طال انتظاره كثيراً والافت استجابة مراكز القرار الدولية وبالاخص الولايات المتحدة الامريكية للطموح الكردي المشروع ومشروع الاستقلال والتي سنأتي الى ذكرها لاحقاً. ولنبدأ بالتطورات الداخلية الكردستانية شبه العفوية لأجل نيل الاستقلال وهي على سبيل المثال:
أصدر البرلمان الكردستاني قرارا ينص على تأسيس مفوضية عليا مستقلة للأنتخابات في كردستان واستبشر المواطنون خيرا بالقرار، بعد أن كانت الانتخابات في كردستان تجرى باشراف من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق والكل يعلم ان المفوضية هذه لم تعد مستقلة منذ زمن بل خاضعة لنفوذ الجهات المتنفذة في الحكومة العراقية.
عدا ذلك فأن جنوب كردستان قرر في نهاية شهر رمضان الماضي، استقلاليته في اعلان العيد دون الرجوع إلى بغداد وانتظار فتوى منها بذلك، مثلما كان متبعا في السابق، ولكردستان وزارة للأوقاف والشؤون الدينية إضافة إلى اتحاد علماء الدين الاسلامي ومؤسسات دينية اخرى عليه والحالة هذه يحق للكرد ان يستقل بقرارهم بهذا الشأن. وعندي ان اتخاذ هذه الخطوة الاستقلالية وتلك التي سبقتها أيضا، تأخر بعض الشيء، إلا انهما يصبان بقوة نحو إنجاح المشروع الاستقلالي للرئيس البارزاني و لحكومة وبرلمان كردستان كذلك.
ومن الخطوات في الأتجاه عينه، ما قاله البارزاني أثناء تفقده للبيشمركه في الخطوط الأمامية، أن الأخيرة ستزود باسلحة ثقيلة ومتطورة لمحاربة الأرهاب، والسلاح كان وسيبقى اداة لتحقيق الحرية والاستقلال للأمم، بما فيها الأمة الكردية. والسلاح الفعال علاوة على العقيدة العسكرية السامية للبيشمركه، سيردع حتما كل معتد وطامع بأرض كردستان. ويحضرني هنا قول (همزاتوف) في رائعته (داغستاني) وهو: ان سلاح الشعوب الصغيرة المغلوبة على أمرها يجب ان يكون حادا، ويندرج في الاتجاه نفسه عزم البارزاني على تحسين المستوى المعيشي للبيشمركه وبحياة كريمة لهم، اذ لا استقلال بدون جيش قوي ينجزه ويحافظ عليه، وينسحب قول لنابليون على هذا العزم من البارزاني وهو (الجندي يحارب بمعدته) وبالأهتمام المطلوب بالبيشمركه وسلاحه، فان الطريق سيكون ممهدا اكثر أمام الاستقلال والحرية. لكردستان وشعبها
ولقد تردد، من أن جنوب كردستان سيصدر نقوده الوطنية ويترقب المواطنون بفارغ الصبر ذلك، كونه خطوة على الطريق الصحيح، تختزل المسافة الى الاستقلال، وعلى الطريق ذاته نجح المشروع الاستقلالي، تصدير النفط الكردستاني، والأهم من كل ما ذكرناه، ان المشروع هذا نجح أيما نجاح في رص الصف الكردي الكفيل بتذليل العقبات أمام ظهور الدولة الكردية.
أعود الى استجابة مراكز القرار الدولية لمشروع استقلال كردستان والعامل الدولي يعد بحق شرطاً لأنجاح المشروع، والذي يتمثل في الولايات المتحدة الامريكية صاحبة القرار الاول والاخير، والامثلة على التطورات المشجعة كثيرة منها، ان البارزاني لم ينطق عن الهوى حين قال ، ان البيشمركة ستتزود باسلحة ثقيلة لمحاربة الارهاب، وبعد اكثر من اسبوع على قوله ذاك، قالت صحيفة واشنطن بوست، ان المسؤولين الامريكان اعلنوا عن ارسال اسلحة امريكية بصورة مباشرة الى قوات البيشمركة الكردية واكدت المصادر الكردية على ذلك في بعد.
كما طالب الكونكريس الامريكي بتسليح كردستان، ويبدو ان المطلب ليس كردياً وامريكياً فحسب، بل اوربيا ايضاً، فوزارة الخارجية الفرنسية مثلاً طالبت الاتحاد الاوروبي بتسليح البيشمركة وابدت الحكومة الايطالية افكاراً مماثلة، واعربت المانيا وكندا عن استعدادها لتقديم اشكال من العون لكردستان، وشددت الفاتيكان بدورها على تسليح البيشمركة، واكاد اجزم ان هذه هي المرة الاولى تتسلل فيها لغة السلاح والقوة الى لسان الفاتيكان. ولم يستبعد طوني ابوت رئيس الوزراء استراليا ارسال قوات الى كردستان لدعم البيشمركة.
ولم ينطق البارزاني عن الهوى ايضاً يوم شدد وبقوة على استقلال كردستان وتأسيس الدولة الكردية، وكان اول ما نادى به هو اجراء استفتاء على الاستقلال، وبعد مرور اسابيع جد قليلة على ندائه، طالعنا البيت الابيض في موقعه الالكتروني باقدامه على تنظيم استفتاء بخصوص استقلال كردستان والذي ما يزال جارياً وشارك فيه اكثر من (100) الف شخص ونست صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الى المسؤولين الامريكان القول: (بعد حرب داعش فان كردستان ستنفصل عن العراق) فضلاً عن هذا فان كبار الشخصيات المتنفذة في امريكا والعالم يتبارون في اسندهم المشروع استقلال كردستان. السيد ( أوليوت أنكل) عضو الكونكرس الامريكي دعا الى استقلال كردستان وتسليح البيشمركة. فيما اكد جوزيف لبرمان العضو في الكونكرس الامريكي ايضاً على دعم البيشمركة وتزويدها بأفضل التجهيزات العسكرية وتدريبها.
حذاري من ان ينخدع الكرد بعزل المالكي واحلال العبادي محله، فما حصل ببغداد شأن داخلي شيعي لن يقدم ولن يؤخر من الحقوق القومية الكردية في شيئ، وعلى الكرد المضي قدماً على طريق الحرية والاستقلال والسيادة. وليكن دعمهم للعبادي في خدمة استقلال كردستان.
Al_botani2008@yahoo.com