تقرير عن تربية النعام في ريف تربه سبي
Yekiti Media
يُعدُّ مشروع تربية طيور النعام من مشاريع الثروة الحيوانية التي تساهم في تحقيق الاكتفاء والربح ولا يحتاج إلى استثمارات كبيرة، ومن هذا المبدأ بدأ السيد غارب ملكي المنحدر من قرية محركان بإنشاء مزرعته لتربية النعام في قريته التي يسكنها المكون المسيحي في شمال بلدة تربه سبي.
وفي لقاءٍ لمراسل يكيتي ميديا في تربه سبي مع مربّي النعام في قرية محركان تحدّث قائلاً: أنشأت المزرعة الخاصة بتربية طيور النعام منذ أكثر من عشرين عاماً سنة 2005 ،والذي يُعتبر مشروعاً فريداً من نوعه في منطقة الجزيرة.
جلبَ السيد غارب عدداً من صوص النعام من دمشق بعمر الشهر ،وعمل على تربيتها في مزرعته حتى بلغت مرحلة النضوج والتكاثر فيقول : عملنا على ازديادها والتجارة بها وبيع بيضها وفراخ النعام بعد فقس البيض في الفقّاسة الخاصة بها، حيث تبيض النعامة بمعدل بيضة واحدة كلّ يومين، يتمّ بيعها حسب الطلب، إمّا للأكل أو لفقسها وتربية فراخها، تزن البيضة بحدود الكيلو غرام.
تابع المربّي حديثه قائلاً: في الوقت الحالي يوجد في المزرعة 5 نعامات بالغة و 3 فراخ فقط، تعتمد طيور النعام على الشعير المجروش كغذاءٍ أساسي ورئيسي لها، ولا توجد أيّ صعوبةٍ في تربيتها ،إنما تحتاج للعناية والمراقبة المستمرة بين الحين والآخر، في الوقت الحالي صاحب المزرعة لا يبيع الطيور البالغة وذلك بسبب العدد القليل المتبقّي لديه ، ولكن بيع البيوض والفراخ ما زال قائماً، حيث يتراوح سعر البيضة الواحدة 45000 ل.س أما الفراخ يتراوح سعرها بين 500000 ل.س أو أكثر، بينما سعر النعام البالغ يزيد عن مليون و نصف ليرة سورية.
ونوّه المربي إلى حركة الشراء في المزرعة قائلاً: هنالك إقبال على شراء البيض للأكل أو الفقس والفراخ ،وذلك لتربيتها والاستفادة منها، حيث زاد الطلب عليه لإنشاء بعض المزارع في مناطق أخرى ، والبعض يقوم بتربيتها في مزارعهم الخاصة دون اللجوء للتجارة بها وبيعها، كما يقوم صاحب المزرعة بتربية أنواع أخرى من المواشي كالعجول والدواجن أيضاً، ويستفاد من بعض المسافة في المزرعة لزراعة بعض الخضروات لسد حاجة أسرته.
ولم يتبقَّ الكثير من طيور النعام في المزرعة، وذلك بسبب بيعها خلال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الأمنية في الفترة السابقة وبروز تحديات كثيرة أمام المربّين منها صعوبة تأمين الأدوية الخاصة بالطيور كما نوّه السيد ملكي في تقرير إعلامي سابق.
يلجأ الكثير من المواطنين لإنشاء وإقامة بعض المشاريع كمصدر دخل إضافي وتحسين وضعهم المعيشي في ظلّ الأوضاع المادية المزمنة خلال الأزمة السورية وللآن ، وذلك في ظلّ تدهور الليرة السورية أمام العملات الأجنبية ، ويعاني أغلب سكان مدن كُردستان سوريا من الارتفاع الكبير في أسعار السلع والمواد الغذائية، حيث تحتاج كلّ أسرةٍ إلى ما يقارب ال 500000 ل.س في الشهر كحد أقصى لتأمين كلّ احتياجات الأسرة ومستلزماتها الضرورية.
جديرٌ بالذكر أنّ مزرعة النعام في قرية محركان تُعتبر المزرعة الوحيدة في المنطقة وتشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين لزيارتها ومشاهدة الطيور، وتُعتبر القرية كمنطقة سياحية للتنزه.