“منتدى موسكو” ينتهي بالفشل وروسيا لم تنجح بإيجاد بديل عن جنيف
يكيتي ميديا – Yekiti media
اختتمت اليوم الخميس جلسات اللقاء في “منتدى موسكو” بين وفد من “المعارضة السورية” ووفد من نظام بشار الأسد دون التوصل إلى اتفاق أو الخروج بإعلان محدد أو ورقة عمل مشتركة.
وكانت اللقاءات بين هذين الوفدين بدأت أمس، وسبق ذلك اجتماعات لشخصيات “معارضة” استمرت يومي 26 و27 من الشهر الجاري، لم تخلُ من مشادات كلامية بين “هيئة التنسيق” و”هيئة العمل الوطني”، وسط غياب رؤى مشتركة وخلو اللقاءات من أجندة عمل محددة.
ويبدو أن مخرجات “منتدى موسكو” تشير إلى فشل كان متوقعاً، لا سيما وأن الأطراف الفاعلة في المعارضة السورية أعلنت عن رفضها الذهاب إلى موسكو لاعتبارها أن الأخيرة ليست طرفاً محايداً في القضية السورية وإنما شريك لنظام الأسد في ممارسة القتل ضد شعبه، ومن ناحية أخرى لغياب الرعاية والدعم الدولي لهذه اللقاءات.
وأعلن في وقت سابق كل من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتيار بناء الدولة، ومجلس قيادة الثورة السورية، وجماعة الإخوان المسلمين في سورية، والشيخ معاذ الخطيب (تجمع سورية الوطن)”، رفضهم الذهاب إلى موسكو ومقاطعة اللقاءات هناك.
ووصف الكاتب الصحفي أحمد كامل اللقاءات التي جرت في موسكو بالفاشلة، وقال لـ”السورية نت”: “فشل منتدى موسكو كان متوقعاً، فالفشل الأول بسبب الحضور المنخفض جداً، والثاني كان في عدم طرح القضايا الرئيسية”.
وغاب عن لقاءات “منتدى موسكو” الحديث عن مصير رأس النظام بشار الأسد، وهو ما تراه المعارضة السورية وعلى رأسها الائتلاف الوطني أنه شرط للدخول في أي عملية تفاوض مع النظام، وذكر كامل أن الوفدين المجتمعين تحدثا في قضايا الإرهاب ومكافحته والمساعدات الإنسانية، وقال: إن “الاجتماعات لن تأتِ بجديد”.
وأظهر وفد النظام تعنتاً في موقفه خلال جلسات الحوار، وأعاد الكرة في الحديث عن أولوية مكافحة الإرهاب على أن يجري التطرق إلى مواضيع أخرى في وقت لاحق، وأوضح كامل أن النظام يرى أن الحوار يجري فقط في دمشق، وذكر ما قاله ممثل وفد النظام، بشار الجعفري، في إحدى الجلسات حيث أكد أن “الهدف من حضور وفد النظام إلى موسكو مناقشة آفاق إقامة حوار سوري سوري شامل ومفتوح في دمشق”.
وكان وفد “شخصيات المعارضة” والمجتمع المدني، قد عرض في جلسات أمس، ورقة مؤلفة من عشرة نقاط، إلا أن الجعفري جادل في أن هناك خلافات بين وفد المعارضة، وأن شخصياته ليست متفقة كلها على جميع النقاط، واعترض على فقرة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، والذين لم يتورطوا بأعمال إرهابية، وادعى بعدم وجود معارضين سياسيين في سجون النظام، وحين اعترض عليه أعضاء من “وفد المعارضة”، طالبهم بالذهاب إلى دمشق ومناقشة ملف المعتقلين. كما اعترض الجعفري على فقرة ضم المسلحين الذين يقاتلون ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى جيش النظام، كما عرفت جلسة أمس مشادات وجدالات عديدة.
وحاول الجانب الروسي من خلال تصريحات مسؤوليه التقليل من فشل “منتدى موسكو” حيث قال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إنه “من المستحيل التوصل لحل لجميع القضايا السورية من خلال مشاورات بين ممثلي النظام وأطراف من المعارضة”.
وخلال الأشهر القليلة الماضية سعت روسيا إلى جلب الأطراف السورية إليها سعياً منها حسب ما رأى محللون إلى العودة بقوة إلى الساحة الدولية بعد عزل الولايات المتحدة والدول الأوروبية لها، ومن أجل بديل عن “بيان جنيف” الذي تتخذه المعارضة السورية كأساس للدخول في أية عملية تفاوض مع النظام. حتى أن الجانب الروسي أصر على عقد “منتدى موسكو” “بمن حضر” بعد إعلان المعارضة لمقاطعته. وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي كامل إن “روسيا فشلت في خلق ما يوازي جنيف”.
وتعتبر المعارضة السورية أن روسيا كانت سبباً في إفشال المفاوضات في جنيف 2 التي عقدت بين يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2014، وترى أن روسيا أرادت من عقد “منتدى موسكو” زيادة الانقسام في صف المعارضة السورية، من خلال إظهارها على أنها منقسمة بين معارضة تؤيد الذهاب إلى موسكو وأخرى رافضة.
وتعكس الجهود الروسية في التوصل إلى صيغة جديدة للتفاوض بين النظام والمعارضة، إلى تجاوز ما جاء في بيان “جنيف 1” من ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وهي ما يرفضها النظام خشية على مصيره في مستقبل البلاد. وعليه اعتبر الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، معن طلاع، أن فرص نجاح “منتدى موسكو” لا تتعدى الاستعراض الإعلامي والتسويقات السياسية، وقال لـ”السورية نت” إن “منتدى موسكو سيشهد استكمال مراحل الاستعصاء السياسي في الملف السوري.