إشكالية المصطلح
سالار صالح
تعددت الآراء واختلفت حول أنسب مصطلح يشير إلى الجزء الكُردستاني الذي ألحق بالدولة السورية المحدثة بموجب اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916م, ويمكننا حصر هذه الآراء بثلاثة مصطلحات شائعة ومختلف عليها وهي: ( كُردستان سوريا – كُردستان الغربية – غرب كُردستان), و سنأتي على شرحها تباعاً:
كُردستان سوريا : يتناقض هذا المصطلح مع حقائق الجغرافيا والتاريخ, كون أنَّ كُردستان هي أقدم في الوجود من سوريا التي تأسست منذ عام 1916م بموجب اتفاقية سايكس- بيكو, وكأنَّ كُردستان هي جزء تاريخي من سوريا وهذا غير صحيح, فكُردستان الطبيعية موجودة منذ آلاف السنين, وسوريا دولة حديثة العهد قامت على أنقاض السلطنة العثمانية, ويتلاءم هذا المصطلح مع توجهات أنصار التيار الوطني الكُردي الداعي إلى الاندماج في الدولة السورية, كما يعبر عن انتماء كُردي لسوريا كوطن من خلال الجمع بين اسمي كُردستان و سوريا.
كُردستان الغربية: يشير هذا المصطلح إلى الجزء الغربي من كُردستان, وهو يقر ضمناً بوجود كُردستان كبرى مقسمة إلى أربعة أجزاء, كما ويعترف ضمناً بحدود معاهدة زهاو 1639م, واتفاقية سايكس بيكو 1916م, ورغم واقعيته يؤسس هذا المصطلح في حال تداوله إلى تكريس واقع التجزئة المفروض حالياً من قبل القوى الدولية والإقليمية على كُردستان.
غرب كُردستان: يعبر هذا المصطلح عن حقيقة تاريخية وجغرافية, وهي وجود كُردستان كبرى بحدودها الطبيعية, ويشير إلى أقسامها الحالية (الموزعة ضمن أربع دول) اصطلاحاً بالجهات الأربعة (شرق – غرب – جنوب – شمال ), وفيه رفض لواقع التقسيم والتجزئة المفروض على كُردستان, ويستخدم هذا المصطلح من قبل التيار القومي الكُردي, كما يتداول بكثافة في أوساط المثقفين الكُرد القوميين.
ولايشير هذا المصطلح كما يفسر البعض إلى المناطق التي تحد كُردستان من جهة الغرب, إنما يشير اصطلاحاً إلى الجزء الكُردستاني الملحق بالدولة السورية, والذي يقع في القسم الغربي من كُردستان الطبيعية , فمثلاً:
شمال العراق: يشير هذا المصطلح إلى الجزء الشمالي من دولة العراق أي إقليم كُردستان , ولايشير إلى تركيا أو إيران .
شمال كُردستان: يشير هذا المصطلح إلى الجزء الشمالي من كُردستان الواقع ضمن حدود الدولة التركية.
شمال شرق سوريا: يشير هذا المصطلح إلى الجزء الشمالي الشرقي من الدولة السوريّة, أي المناطق الكُردية في سوريا (الجزيرة – كوباني – عفرين), ولا يشير إلى تركيا أو العراق .
غرب سوريا: يشير هذا المصطلح إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس, ولا يشير إلى البحر المتوسط.
وإبان توقيع اتفاقية دهوك في 22\10\2014م, تم اعتماد مصطلح غرب كُردستان من قبل المجلس الوطني الكُردي و حركة المجتمع الديمقراطي, وتثبيته في جميع المعاملات الرسمية, وينسجم هذا المصطلح مع التغيرات الكبرى الحاصلة في المنطقة وانهيار حدود سايكس- بيكو واتصال أجزاء كُردستان ببعضها البعض, ولاسيما جنوب وغرب كُردستان, وعبور قوات البيشمركة من جنوب كُردستان إلى غرب كُردستان مروراً بشمال كُردستان, وظهور بوادر قيام دولة كُردية مستقلة, كما يؤسس هذا المصطلح لذهنية قومية غير تقليدية لدى الأجيال الناشئة, قائمة على رفض واقع التقسيم المفروض على الجغرافية الكُردستانية.