آراء

في شوق الوالدين

بروين رشيد/ فستروس – السويد

(لك أقول بكلّ صدقٍ أجل ! لقد حلمت بأني أعرج على أطلال كلماتك التي تعشعش في مخيلتي وتأبى الرحيل ) . ولتدعني أخمّن وبمطلق الحرية فأعاين لا المشاعر بأحاسيها بل : هسيس الهوى ووهج لعشقٍ قد يبدو خامداً، فيسير بي ومن جديد إلى ضجيجٍ أخاله وقد تراكب مع العشق وأضحى يسرد قصص شروده ، ومن جديد يتقافز السرد ليطرح سؤاله : أهو الوجد بحنينه وقد هاج فيه وبه أشواقه تتدفّق فيراكم أنين الفراق والنفس قد ضاجت بلواعجها ، والنوم أخذ ينزاح ويتوه من عيوني ! أجل أبتي وأنت أمي ! فراقكما مازال بأنينه وأوجاعه تتزاحم وتتدفّق لالا مازال الإصرار هو الفيصل ، ومن جديد كأنينٍ يصرّ أن يزاحم غربتي فتضجّ في الذات بركانها حتى بات كلّ شيء وكمحيا تؤشر لسريالية ملؤها نجوى كما هو الحدث وبعنوانه الصاخب ونشيج لنجوى ألم وهو نتاجك يأ أنين الفراق .. أبي .. نعم أبي : لازالت زاويتك المعهودة والتي رسختها في أذهاننا والخيال بذكرياتها تصرّ أن تتدفّق ونحن نستحضر صورك .. مواقفك وكلمات بمخارجها و … نتخيّلك على ذاته الكرسي الذي أضحى كجزء حميمي تقتعده .. و .. أنت قد تقرأ كتاباً أو تتصفّح جريدة وأنا .. نعم وأنا أتامّلك كما هي ذاتها حواديت تلك الأيام و … مع بسمتك أتقدّم صوبك أكثر وتحتضنني أبتي ولاتلبث أن تبدأ ومعها حكايانا تتدفّق سلسةً ونحن نتحدّث في مختلف شؤون الحياة والمجتمع وفناجين قهوتنا الصباحية نرتشفها بلذةٍ نستولد منها حنينية أشواق عساها تبتسم فينا ولنا قادمات الأيام ..

أجل أبي .. نعم أمي : أدرك بأنّ الموت حق ولكن الحنين والشوق كما وفراغ الوالدين يبقى خزان للشوق ولهفة للوعة فيها وبها تستدام … أجل أبي و .. أنت أمي وهاهي الحنينية تفيض بوهج الاغتراب و .. نحن ما كنا قد خرجنا من دوامات اللوعة پأنينها كما وشتاءات بقاعنا بثقل أمطارها وثلوجها وكأني بكلّ هذا وضجيج احزان رحيلك وأنت ياالأم .. وهاهي الفسحات وقد بدت .. لا لا أصبحت بالفعل خالية رغم كلّ مابذلتيه أنت أمي يالحنونة وجهدتي لتكوني لابل فقد تقمّصت دور الأب حتى وفي كثير من الجوانب استطعت أن تتقنيه ، و لكنه الوجع ! نعم أمي وحنينية فقدك له أبانا السند والجبل والحسم في القضايا وبالرغم من كلّ هذا ما نسينا أماه أنت ينبوع الحنان ودورك ياالسنديانة قد بقيت نتقي بظلالك ونستند وبحزم بجذعك ياالأم .. أجل أمي وها نحن على مقربة من يومك .. عيدك وهي تستعيد لابل وتتتالى الذكريات أماه فنستذكر مجدداً ينبوع حنينيتك ومعها من جديد .. أجل أبتاه ومعها كرمك وأنت تصرّ أن يجلب كلّ منا هديته منك كانت وبأيدبنا نقدّمها لك أمنا الحبيبة .

في يوم عيدها .. أبتي .. ولكِ أماه نعلم جميعنا بأنه : للوجد مسالك ودروب كما وماهيات وأنواع وهي ذاتها العشق بكلّ نقائه أبتي .. وأنت أمي ولكن : سيبقى وبالمطلق كلّ البهاء برونقه وكشعاع أزلي ستبقيان تضيئان دربنا نحن أولادكم وهي ذات الودّ والمحبة وما أورثتمونها لنا ، وبدورنا سننقلها وبأجملها إلى أولادنا والأجيال تمضي بنا وبكم وبهم أثق بذلك أبتاه .. أماه و .. مهما حاولت فينا عواصم الاغتراب ومدنها أن تلهو بنا لتلهينا إلا أنّ فضاءاتك بقاعنا الجميلة وموروث جيناتك سترتقي بنا وتشدنا إلى ذاتها البيئة .. بقاعكم أنتم ياالراحلين فنستذكر وبالمطلق عميق أثركم وجميل كما بهاء إلهامكم في صناعة ونسج خيوط الوئام والترابط المجتمعي ننقلها وكجينات تصرّ أن تبقى وتستدام … أمي وأبي .. الآباء والأمهات

أنتم وهانحن أيضاً

أصبحنا لا نصنع أو نزرع ونوجد الأمل بقدر ماهي الحياة التي وكما قبلنا ومعنا ومن ثم بعدنا ستبقى تتشبّث لا بديمومة الحياة بقدر ماهو الأهم استمراريتها …

الرحمة على والدينا وأمهات كما آباء العالم أجمع.

المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “318

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى