آراء

في العراق، خطة لتحرير مدن بالجملة!!

عبدالغني علي يحيى
نشرت (الصباح) في عددها ليوم 5-11-2015 إعلاناً لمصدر أمني عن (وجود خطة عسكرية شاملة قيد الاعداد بهدف تحرير الرمادي والشرقاط وسنجار في أن واحد)!! تزامناً، قال هادي العامري قائد الحشد الشعبي: (ان الولايات المتحدة احتضنت سياسيين عراقيين عديمي الشرف والقدرة على تحرير أرضهم وناسهم) ناسياً أو متناسياً ان تحرير الارض والناس واجب العسكريين من أمثاله اولاً، وبدرجة ثالثة او رابعة السياسيين الذين تهجم عليهم بأوطأ الالفاظ. ونتوجه الى المصدر الامني اعلاه بالسؤال: (هل تقدر الحكومة العراقية على تحرير 3 مدن عراقية دفعة واحدة، بعد أن استغرق تحرير أمرلي وبيجي شهوراً وبشق النفس؟ ولسناندري لماذا قفز المصدر المذكور على اقضية ونواحي محتلة مثل اقضية: الحضر وتلعفر والبعاج والنواحي: حمام العليل والقيارة والشورى وهي الاقرب الى الحشود العسكرية العراقية من سنجار البها أم أنها ستتحرر بالجملة أيضاً؟ دع القول ان تحرير سنجار حسم على يد البيشمركة التي حررتها فعلا يوم 13-11-2015 وقطعت بذلك دابرالطريق على المتامرين والمتصيدين في الماء العكر. ثم الا يعني التركيز على سنجار استفزازاً للكرد؟ كل هذا والقوات العراقية عاجزة عن تحرير الفلوجة وهي على مرمى حجر من بغداد، حتى بغداد ، تكاد تكون شبه محتلة كونها تتعرض الى مجازر شبه يومية من قبل داعش.
وحمل العامري الولايات المتحدة وزر سقوط الرمادي: (لتزويدها العبادي بمعلومات خاطئة عنها) حسب قوله. ونسأل:( ألا يعد مخجلاً وعيباً، تلقي الحكومة العراقية لمعلومات امنية من الولايات المتحدة، والمفروض في هذه الحكومة ان تكون أدرى بشعاب بلداتها بل وان تقوم هي بتزويد التحالف الدولي بالمعلومات وليس العكس؟ ثم ألا يعني تحميل الولايات المتحدة وزر سقوط الرمادي تبرئة للمتسببين الحقيقيين عن سقوطها والموصل كذلك، وهم قادة عراقيون وفي مقدمتهم المالكي؟ واخيرا الا يعد مطالبة الولايات المتحدة بالمعلومات عن ما يجري في العراق ان الشعب العراقي غير متعاون مع الحكومة وان الاجهزة المخابراتية العراقية فاشلة بالمرة رغم المبالغ الهائلة المخصصة لها من الميزانية العامة؟
تحرير مدن في وقت واحد، سذاجة وباعث على السخرية والتهكم، علماً ان التحالف الدولي الذي يعد شرطاً لتحريرها لا يدعي القدرة على التحرير بالجملة رغم امكانياته العسكرية الهائلة.
Al_botani2008@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى